انطوان قسطنطين: لذا نحن ضد الفتنة
بدعوة من اللقاء الإعلامي الوطني، القى المستشار السياسي لرئيس التيار الوطني الحر انطوان قسطنطين كلمة ضمن فعالية: “إعلاميون في مواجهة الفتنة”، في فندق ريفيرا ، جاء فيها:
“مساء الخير، الشكر لمن دعا ولمن حضر ولمن ينفق الوقت استماعًا وتفكرا.
نحن مواطنون قبل ان نكون إعلاميين
او صانعي رأي او سياسيين … لذا نحن ضد الفتنة.
الفتنة الكبرى في لبنان هي الطائفية بمظاهرها القاتلة، في السياسة والإدارة والإعلام وفي خطاب التحريض الذي يصدر عن سياسيين ورجال دين وقادة رأي، ويتم الترويج له واستغلاله .
الطوائف إرثٌ و نظام الطائفية مقبرة هذا الارث. الطائفية نقيض الوطن لأنها تحّول الناس إلى رعايا تابعين وتسقط عنهم صفة المواطنين الأحرار .
الفتنة في إضعاف الدولة بمؤسساتها وسلطاتها وفي تشريع الباب أمام مجهول الأمن والسياسة .
امّا مواجهة الفتنة فتكون بالأفعال وبالموقف .
بالعقل لا بالانفعال، بالحجة لا بالشتيمة وإلا… تحوّل درء الفتنة نفسه إلى فتنة. من كان في موقع المسؤولية أو القيادة ملزم بأن يزن تأثير كلامه قبل أن يندم على فلتات لسانه.
درء الفتنة يبدأ بإعلاء سلطة القانون فوق أي سلطة وبفرض العدل بين الناس و بالاقتناع بأن لا احد يساعدنا ما لم نساعد انفسنا .
-درء الفتنة يكون باحترام استقلالية القضاء ،و بإصلاحه إذا كان فاسدًا، وبعدم عرقلة التحقيق في الجرائم ،ومنها مثلًا جريمة انفجار المرفأ، وإحقاق العدل فيها ولكن ايضًا وخصوصًا برفض استخدامها لتصفية حسابات سياسية او تنفيذ اجندات فتنوية.
– درء الفتنة يكون بمحاسبة كل من يخالف القانون مهما علا شأنه وبعدم تغطية أي فساد بحجة أن الفاسد من طائفتنا .
– درء الفتنة يكون باحترام بعضنا البعض وبالامتناع عن تخوين كل من يعارضنا.
وباحترام الجميع لشهداء الجميع فلسنا نحن من يدين البشر.
-درء الفتنة يكون بألّا نفرض على بعضنا البعض أي وصاية ثقافية أو عقائدية لأنها ستقود حتمًا إلى الاحتقان والتنازع.
– درء الفتنة يكون بحظر الشعارات والهتافات التي تمجّد المذاهب في المناسبات، فالاوطان لا تبنى بالنكايات.
– درء الفتنة يكون بالاتفاق على مفهوم وطني للسيادة وعلى استراتيجية دفاعية تكون مصدر قوة وفخر للبنانيين ، فلا يشعر بعضهم بأنها قوة عليه ولا يشعر البعض الآخر بأنه مهدد بالغدر من الداخل.
- درء الفتنة يكون بوقف التعامل بين اللبنانيين على قاعدة موازين القوى فلا فائض القوة يفرض الاستقرار ولا التهديد بالانفصال يجلب الأمان .
-درء الفتنة يكون بالتزام الدستور وإن كانت تشوبه النواقص ليبقى هو السقف الضابط لحياتنا العامة.
– درء الفتنة يكون بسد الثغرات في الدستور لوقف اي مساومة او عرقلة عند كل استحقاق.
-درء الفتنة يكون بتكوين السلطات وفي مقدمتها اليوم انتخابات رئاسة الجمهورية حتى لا نخرج جميعًا خاسرين حتى الذي يظن نفسه غالبًا.
– درء الفتنة يكون بمكافحة الفقر والبطالة والجهل فهي أم الشرور والعنف والفتن.
-درء الفتنة يكون بتحقيق أكبر قدر ممكن من الحماية الاجتماعية للناس وفرض العدالة الضرائبية والمساواة في الجباية في ما بينهم ،وفي تحقيق الإنماء المتوازن على قاعدة التضامن بين المناطق.
-درء الفتنة يكون بتعزيز الوعي الوطني لصدّ مشاريع الفتنة التي يصدّرها لنا أعداؤنا وإذا كان للإعلام دورٌ فهو في ضبط الغرائز، لا في إثارتها بحثًا عن الشهرة فالسلم الأهلي يبقى أغلى من أي شهرة مآلها الفتنة.
حق لنا أن نسأل عن مصدر تمويل الإعلام وإذا ما كان المال مرتبطًا بأجندات خارجية او داخلية قصدها الفتنة .
وفي حال كان الإعلام سببًا للفتنة فعلاجه يكون بالاحتكام إلى القضاء الذي نريده مستقلًا ،عادلًا وسريعًا ،حتى يهزم الفتنة وينصر الوطن.