محليات

الخطيب: الحرب على القيم هي العدو الأخطر

المركزية –  أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “ما هي مشكلة العالم اليوم الذي يفرض ثقافة العنف لتحقيق أغراضه ويستخدم كل الوسائل غير المشروعة لتحقيقها وينتهك كل الشرائع الدولية والاممية التي لم يكن توقيعه عليها وتبنّيه لها سوى خدعة يتوسل بها التضليل لتحقيق أغراضه بما فيها زرع الفتن وإشعال الحروب بين الشعوب والامم وثقافة الشذوذ والانحراف والتحلل لتفكيك المجتمعات حتى يقضي على اهم الروابط التي توحّد بين ابنائها وليتمكّن من التحكم بمصيرها ولو كان بإنهائها ليُرضي طموحاته بأنه القادر على التحكم بمصير العالم والتصرف به كما يشاء وليفرض نفسه إلهاً في هذا الكون، وانه القادر ان يفرض الثقافة التي يريد ويبدّل في قيم المجتمعات بل سنن الكون والطبيعة ويلغي التنوع البشري والنظام الغذائي ويلغي سيادة الدول ويفرض  العقوبات ويتحكم في النظام الصحي والمالي والثقافي والتربوي ويجبرها على تبني اجنداته، يعطي من يشاء وهو لا يعطي الا ان يحوِّل الدول عبر أدواته المصرفية والمالية الى خَدَم وعبيد يعملون لديه بالسخرة ويستولي على ثرواتها”. 

وقال: “إن مشكلتنا الاساسية في لبنان ليست سوى واحدة من هذه المشاكل في العالم التي يصنعها ويديرها الغرب عبر الفتن التي تطلّ برأسها بين الفينة والاخرى ليمرِّر اجنداته الخبيثة وسياساته الشيطانية والتي يتستّر عليها بإظهار مشاكل مفتعلة وغير حقيقية، فليست هي مشاكل ناتجة عن تنوعات ثقافية وتعددية طائفية يحاول عبر ادواته الداخلية تظهيرها بصورة عدائية للوصول إلى أهدافه التي برزت اليوم بشكل واضح وفاضح بهذا الضخ الإعلامي الفاجر في تحدي قيم المجتمع اللبناني عبر استهدافه الاسرة والعائلة والمجتمع اللبناني ومرتكزاته الاخلاقية بل وجوده”. 

وتابع: “اني فخور بالمقاومة التي تبديها العائلات اللبنانية المختلفة للفيروسات الطارئة لحماية نفسها من محاولات تدنيس عرضها وشرفها وثقافتها وتغيير هويتها الانسانية والتشبّه بالحيوانات بحجة الحريات ونشر ثقافة الانحطاط والشذوذ الجنسي مدعومة بكل وسائل التأثير المالي والاعلامي المكشوف والمستتر والمتسلل عبر الجمعيات الوافدة بحجج الدعم للمدارس أو للنوادي والجمعيات لنشر الرذيلة وعبر تدخل بعض السفارات للضغط من أجل تشريعها”. 

وشدد على “انّ الحرب على القيم هذه التي تجمع اللبنانيين جميعاً، إنّ هذه الحرب هي العدو الحقيقي الأخطر الذي يتهدد الانسانية جمعاء مما يستدعي أن يتوحد اللبنانيون من كل الاديان والطوائف لمواجهتها، ولا يقعوا في فخ التضليل الذي يقوده من يدفعون البلد الى فتن متنقلة بين العائلات اللبنانية بشعارات مفضوحة وكاذبة وتغذية الانقسامات وخلق مخاوف طائفية مفتعلة غرضها الاساسي تمرير مشاريعهم هذه التي هي الخطر الحقيقي على المجتمع والعائلة اللبنانية، واني لأرى من تصرف العائلات اللبنانية بداية تشكّل وعي متطور لهذا الخطر الذي يتهدّدهم وبشارة خير لتوحّد العائلة اللبنانية للخلاص من الفخ الذي أُريد لهم الوقوع فيه، وأعتقد  أن سائر الازمات ستجد حينئذ طريقها إلى الحل اذا ما استطعنا أن ندرك انها فرع للمشكلة الأساس التي هي الوصول إلى تحقيق غايتهم في ضرب الاسرة والعائلة اللبنانية، لأن الذي يمنع من تطوير النظام اللبناني ويخلق المخاوف والاوهام هو الغرب الذي يريد تحقيق مشروع الافساد والشذوذ الجنسي على المستوى الدولي وهو بصندوقه الدولي يفرض هذا الشرط لإغراق لبنان، فهو في الواقع يقرضه المرض الذي يقضي عليه”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى