معطيات الداخل تؤشر الى استحالة تحقيق خرق رئاسي في ايلول
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
ليس هناك في الافق السياسي – أقلّه حتى الساعة – ما يبشّر بحلحلة للازمة الرئاسية في ايلول المقبل، بل على العكس. فالثنائي الشيعي على تشدده وقد ظهر ذلك جليا في مواقف أركانه في الايام القليلة الماضية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
رئيس مجلس النواب نبيه بري يتحدث بوضوح، ولا يلطّف او يخفي ما يريده. فقد أكد في حديث تلفزيوني مساء الاحد بان “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان تكلم معي، نقلا عن اللقاء الخماسي طارحا الحوار الوطني وليس الحوارات المتفرقة”، مؤكدا انه “مستمر بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حتى النهاية “ولما يصير في نتائج بموضوع الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر سألوني اذا كنت مرتاحا”.
اما حزب الله، فيتكلّم عن تنازلات وتسويات الا انه في الوقت ذاته، يريد رئيسا بمواصفاته وضماناته، في تناقضٍ لا يدل الا على انه لا يريد حلا فعليا اليوم، وفق المصادر. وأسطع مؤشر الى هذه الازدواجية، ما قاله رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد من جبشيت اخيرا. فقد اعلن “نعم نداري الأمور ونقدم تنازلات لكن ليس على حساب الكرامة أو الوجود الحرّ في اتخاذ القرار”، مشيراً إلى “أننا منفتحون على تسويات وحلول ضمن هذا السقف”، لافتا الى ان “هناك الكثير من الأشخاص لم نضع عليهم “فيتو” لأننا نريد التسويات، لكن دون أن يحشرنا أحد أو يأخذنا إلى مكان”، قبل ان يستطرد “هناك اشخاص لا نقبل بأن يكونوا حكاماً في هذا البلد لأن تجربتنا معهم كانت مرّة، وكانوا جنباً الى جنب مع العدو الإسرائيلي”، مضيفا “مَن يقاطع الشخص الذي نريده ونختاره لرئاسة الجمهورية هو في الحقيقة لا يريد رئيسا للجمهورية في البلاد، ويريد عن قصد أو عن غير قصد تنفيذ المخطط المرسوم في أن يبقى الفراغ قائما في لبنان وأن تنهار مؤسساته”. ولفت الى أن “الإسم الذي ندعمه لرئاسة الجمهورية يأتي بضمانتنا، ومنفتح على جميع شركائنا في الوطن، ومن شأنهم إما أن يتبادلوا معه الخدمات والمصالح الوطنية أو أن يقاطعوه”.
والى تمسك الثنائي بمرشحه ومواصفاته، الامر الذي يقلّص حظوظ تحقيق اي خرق في الحوار الذي يعتزم لودريان الدعوة اليه، هناك ايضا عدم حماسة لدى اكثر من طرف في الخندق الآخر، للمشاركة في حوارٍ معروف النتائج سلفا. ومع ان ايا من اطراف الفريق المُعارض لم يحسم موقفه النهائي بعد من دعوة لودريان الا ان القوات اللبنانية مثلا، على لسان النائب جورج عقيص ابدت تحفظا. وقد قال الاخير السبت: موقفنا من الحوار كمعارضة سيكون موحدا وكقوات لبنانية ميالين لرفضه بالشكل المطروح بشكل قاطع. اما رئيس حزب القوات سمير جعجع فاشار امس الى “اننا نرفض التوافق الذي يعني في مفهوم 8 آذار، دعمَ مرشحهم”!
بناء على كل ما تقدم، يمكن القول ان الرهان على محطة ايلول الحوارية، لفتح ثغرة في الجدار الرئاسي، سيخيّب أصحابه في الداخل والخارج. واذا لم يتبدّل في الاقليم امر ما، يدفع اللاعبين المحليين واولهم الثنائي الشيعي، الى تليين موقفهم الرئاسي، واذا لم يُنتج حوار الحزب والتيار الوطني، تفاهما رئاسيا.. فإن الشغور الرئاسي سيستمر، تختم المصادر.