صرخة احتجاجية لعمال الشمال… ماذا يحصل في الضمان؟
قبل ايام نفذ إتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال اضافة الى مجموعة من النقابات ورابطة موظفي الإدارة العامة والسائقين ونقابات عمال بلديتي طرابلس والميناء، اعتصاما امام فرع ضمان طرابلس في الميناء، رفضا لما آلت اليه أوضاع الضمان والمضمونين وتراجع مستوى التقديمات. اعتصام بلا نتيجة كما يؤكد المعنيون بالتحرك، لكنه سيفتح الباب على صرخة ستنتقل من طرابلس الى بيروت قريبا، فماذا يُحضر على الشارع؟
حالهم كحال عمال لبنان على امتداد المناطق، بعدما تحولوا الى فقراء حقيقيين لا يقدرون على اطعام عائلاتهم ولا على الاستشفاء او الطبابة والحصول على الدواء، ناهيك عن تعويض نهاية الخدمة المحتسب على الألف وخمسمائة ليرة. ببساطة هذه جملة من العناوين التي نزل العمال الى الشارع للمطالبة بها في الشمال، وخصوصا بما يتعلق باوضاعهم مع الضمان الاجتماعي، وتحديدا مجلس ادارة الضمان شبه المتوقف عن العمل، مناشدين التدخل السريع، والا لن تقتصر التحركات على منطقة الشمال، بل “النزول الى بيروت”، كما يؤكد رئيس إتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد، في حديث مع “لبنان 24″، فماذا يحصل؟
فوضى الاستشفاء
يقول السيد: “ببساطة، لا يحصل العمال على ادنى حقوقهم، وفي المقابل نحن ندفع كل الاشتراكات ونقبض تعويضاتنا على الـ1500، وهذا أمر غير مقبول. اضافة الى ذلك، كل عامل يتوجه الى أحد مراكز الضمان في الشمال لاتمام معاملة ما، يتفاجأ بانّه لا يوجد اوراق او لا يوجد مازوت، واذا أراد الاستشفاء، برأيكم هل تكفي الـ10 بالمية من الضمان مقابل جشع المستفشيات وتحكمها برقاب الناس، ولو أصدر الضمان قرارا ما، كلنا نعرف انّ بعض المستشفيات لا تلتزم بقرار الضمان وتسعر على هواها وبالدولار، فيبقى المضمون مذلولا لهذه الفوضى التي لا افق لها، سوى المزيد من الاذلال”.
تشكيل لجنة
في المقابل يتحدث السيد وهو ما يطالب به اضافة الى العمال وسينقله في اجتماعات مرتقبة مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بتشكيل لجنة لتسيير اوضاع العمال ومتابعة احتياجاتهم. ويقول: “قبل 9 سنوات كان هناك لجنة منتدبة من الضمان مهمتها تسيير العمل في المراكز المنتشرة في لبنان، وأتت بنتائج ايجابية حينها. لذا نطالب بتفعيلها اليوم، خصوصا في ظل عدم اجتماع مجلس ادارة الضمان، ونحمل في المقابل الجميع مسؤولية هذا الاستهتار”.
ويتابع السيد: “نحن فقط ننادي بحقوق عمال بلديتي طرابلس والميناء، وكل البلديات، وجميع العمال في الشمال، ونذكر بواقعهم. نريد حلولا سريعة مقبولة، نعرف انّ وضع البلد سيء جدا، ولكن هناك حلول لا تحتاج سوى الى قرار بسيط، ونحن نؤكد اننا سنقف في وجه تقصير إدارة الضمان ونحن لهم بالمرصاد”.
الخطة ب
وينقل السيد، وهو أكثر ما يؤلمه، انّ الوقفة الاحتجاجية التي حصلت قبل ايام، لم تجد لها اذانا صاغية، مؤكدا: “لم يتحرك أحد، ولكن نحن سنسير اليوم في الخطة ب. وأعلن عن التصعيد المرتقب بعد اجراء لقاءات مع كل من الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري، وبناء عليه سنتابع عملنا، ولا نطالب سوى بتحييد السياسة عن العمال. والا سنكون امام زحف عمالي من الشمال الى بيروت ونطالب جميع عمال بيروت بالوقوف معنا لتحصيل حقوقهم ليس فقط على مستوى الشمال، بل على مستوى لبنان كافة”.
وبحسب السيد، فهذا ليس سوى غيض من فيض ما يعاني منه عمال لبنان كافة، ولكن لعمال الشمال وطرابلس دائما حصة اكبر، ويتابع: “كجهة نقابية، لن نسكت وسنبقى نطالب بحقوقنا، والجميع معني اليوم بالنظر لو قليلا الى العمال اللبنانيين في مختلف المناطق، ولا يجوز لكل الاحداث السياسية في البلد والمناكفات أن تقف حائلا دون النظر الى هذا العامل الفقير”.