رسائل أميركيّة لاذعة في أكثر من اتّجاه!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
حملت الساعات الماضية تطورا خارجيا لافتا يحمل مؤشرات الى تشدد اضافي في التعاطي الدولي، وتحديدا الاميركي، مع الملف اللبناني.
فقد وجّهت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي رسالة الى الرئيس الأميركي جو بايدن في الذكرى الثالثة لتفجير الرابع من آب. وجاء في الرسالة التي وقعها رئيس اللجنة السيناتور الأميركي جايمس ريتش أن “على الإدارة الأميركية استخدام كل الوسائل الديبلوماسية المتاحة لتقديم المصالح الأميركية والا سيسقط لبنان في قبضة إيران”. واعتبرت الرسالة أن ما جرى في الجلسات الأخيرة لانتخاب رئيس لبناني اثبت أن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي هو مجرّد امتداد لحزب الله واستخدم الإجراءات البرلمانية لمنع انتخاب رئيس للجمهورية. ورحّبت الرسالة بالأصوات الصادرة من أوروبا والتي تدعو الى فرض عقوبات على برّي. وأكدت الرسالة على ضرورة مواصلة دعم الجيش اللبناني كونه المؤسسة الوحيدة التي لا تزال قادرة على لعب دور رادع بوجه حزب الله.
مع ان مناسبة الرسالة هي ذكرى انفجار المرفأ، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، الا ان اللجنة النيابية الاميركية أصرّت على تحميلها رسائل سياسية رئاسية، من العيار الثقيل. ومع العلم بأن لا علاقة “مباشرة” بين الانفجار، والاستحقاق الرئاسي المعطّل منذ اشهر، كان تصويب اميركي “مباشر” على ايران وعلى رئيس مجلس النواب بالاسم.
هذه المعطيات، ليست تفصيلا، تتابع المصادر، بل هي مثقلة بالدلالات، وأكثر من معبّرة. فهي تؤكد ان ثمة اهتماما اميركيا كبيرا بالتطورات اللبنانية ومتابعةً حثيثة لمجريات الامور في “بلاد الارز”. واذ تعتبر ان مضمون الرسالة يدلل على انه، في المنظار الاميركي، هناك دورٌ ما، لايران وحلفائها في لبنان، بـ”فاجعة المرفأ”، تقول المصادر ان تسمية الرئيس بري تأتي اليوم لتؤكد صحة المعطيات التي تتحدث منذ اسابيع عن ضغوط تُمارس على الادارة الاميركية لفرض عقوبات على معطلي الاستحقاق الرئاسي، ومنهم “الاستيذ”.
واذا كان “الخماسي الدولي”، الذي اجتمع في الدوحة اخيرا، لوّح بخيار العقوبات ايضا، فإن المصادر ترى ان في التصويب الاميركي على “بري” رسالة مبطّنة اليه، بأنه قد يكون اوّل المدرجة اسماؤهم على لائحة “القصاص” في حال استمرت الممطالة في الانتخاب.
ومع ان هذا المسار لا يزال في اطار التلميح والتهديد الناعم، اي ان انتقال الوعيد من الكلامي الى العملي لن يحصل في المدى المنظور، تشير المصادر الى ان هذه الرسالة قد تدفع محور الممانعة عموما وعين التينة خصوصا الى واحد من خيارين: اما الدعوة الى جلسة انتخاب لتبرئة ساحتها من اي تعطيل وحماية نفسها من سيف العقوبات، او الذهاب نحو المزيد من التشدد لإفهام الاميركيين والعواصم الخمس، ان “العصا” لن ينفع ولن يزيد 8 آذار إلا صلابة…