محليات

خبير نفطي يحذر من “خديعة” تقوم بها “توتال”!

نشر الدكتور الجامعي والخبير النفطي قاسم غريب، تغريدة مفصلة عبر تويتر، نقل فيها خشية جهات لبنانية من “خديعة” تقوم بها شركة توتال بخصوص توليها الحفر في حقل قانا، وقال في تغريدته:

“بالعودة للحديث عن التنقيب في حقل قانا المُحتمل.

ستبدأ عمليّات الحفر في البئر الأولى Qana-01 في منتصف آب مع وصول منصّة الحفر الى المياه اللبنانيّة.

هناك خشية من نيّة مُفترضة مبيّتة لدى شركة توتال بتظهير نتائج تنقيب سلبيّة في البئر المُزمع حفرها. الخشية هنا تعود لقناعة لدى جزء من اللبنانيين بأنّ البئر الجافّة في البلوك 4 وراؤها “خديعة” من شركة توتال.

برأيي، الإكتشاف التجاري مصلحة لشركة توتال و الكونسورتيوم توتال-إيني-نوڤاتيك كما هو مصلحة للبنان. فالكونسورتيوم يتحرّك الآن في منطقة ذات مخاطر قليلة بعد اتّفاق الترسيم و في حمأة الطلب على الغاز و بخاصّة في أوروبا المجاورة. بالتالي، أنا لا أرى، من حيث المبدأ، قرائن للشكوك ذات الدوافع السياسيّة.

ولكن، هذا لا يعني ترك حبل شركة توتال على غارِبه ووضع بيضنا كلّه في سلّة نواياها. فالحفاظ على المصالح الوطنيّة يتطلّب مقاربة مختلفة. هنا يأتي الدور المركزي لهيئة إدارة قطاع البترول، الدور الذي لا يُغني عنه دورٌ آخر. دور هيئة إدارة قطاع البترول يكمن في المراقبة الدقيقة و عن قرب لكلّ الخطوات فيما يتعلّق بخطط الحفر و القياسات و عمليّات الحفر و القياسات للبئر الموعودة.

بِدءاً بموقع البئر الذي اختارته توتال و خطط الحفر و القياسات و التقييم و مروراً بتقارير الحفر و القياسات اليوميّة (LWD) و انتهاءً بقياسات ما بعد الحفر و معالجة البيانات (المعالجة الفورية و الشبه فورية لبعض البيانات).

هيئة إدارة قطاع البترول يجب أن تعمل أيضاً على الحصول على كامل البيانات مباشرة من سوكة الحفر و من شركات الخدمات و المشاركة الفاعلة في كلّ الإجتماعات التقنيّة التي يقوم بها الكونسورتيوم.

لا ننسى بأنّ شركة توتال ليست لوحدها. فهي شريك مشغّل في الكونسورتيوم. فشركة إيني الإيطاليّة و شركة قطر للطاقة شُركاء في كلّ التفاصيل و القرارات و على اطّلاع عن قرب على كامل عمليّات الحفر و التقييم.

التحدّي في المُقاربة أعلاه تكمن في الفقر التقني المُتقِع الذي تُعاني منه هيئة إدارة قطاع البترول بعد استقالة الجزء الأكبر من طاقمها التقني و نصف أعضاء مجلس إدارتها. هذا قد يُعالج آنيّاً بالإستعانة المدروسة بالخبراء من خارج الهيئة على أن يتركّز دور الهيئة بتسيير أمور و متابعة أولئك الخبراء…

التحدّي كبير على المستوى الوطني. وطن بأمّه و أبيه يتطلّع الى نتائج الحفر في بلد منهار يبحث عن أمل. مقاربة الأمور لا تكمن قطعاً بالكلام عن الشكوك و تغذية تلك الشكوك. المقاربة الصحيحة تكمن في توسيع دائرة تأثيرنا في ما يجري بحيث نحافظ، وقائيّاً، على مصالحنا متّكئين على الفعل و ليس ردّات الفعل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى