إصابات في الرأس والقلب… خفايا ما يجري في عين الحلوة!
شكّلت أحداث عين الحلوة نهاية الأسبوع مؤشّر خطير عن الأمن الهشان كان داخل المخيمات أو خارجه، إلا أن هذه الاحداث التي على ما يبدو ليست برئية في توقيتها أو أهدافها، كما من استغلال البعض لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء فمن يقف خلف ما جرى ويجري؟
يسرد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني الإعلامي هيثم زعيتر الرواية الكاملة حول ما جرى في عين الحلوة، والذي بدا وفق روايته بعملية إغتيال من قبل أحد الأشخاص من آل زبيدات والملقب بـ “الصومالي” عندما أقدم يوم السبت على إطلاق النار بإتجاه شخصين من “جند الشام” مستهدفا محمود خليل الملقّب بـ”أبو قتادة” ما أدى إلى إصابته بجروح ومقتل أحد مرافقيه عبد صدق فرهود وجرح شخص آخر وطفلتين كانتا تتواجدين في المكان.
ويقول: في ضوء الإجتماعات التي عقدت نهار الأحد من قبل هيئة العمل الوطني الفلسطيني والتي تضم مختلف الأطراف الفلسطينية صدر بيان تضمّن العمل على وقف إطلاق النار الذي جرى بين منطقتي البركسات باتجاه الصفصاف ومخيم الطوارئ، أي بين “الصومالي” وأقاربه ومجموعات من “جند الشام” التي يتبع لها “أبو قتادة”، على إثر ذلك عمد قائد “قوات الأمن الوطني الفلسطيني” في منطقة صيدا العميد محمد حسن العرموشي “أبو أشرف” على التوجه لأجل معالجة الموضوع والعمل على تسليم مطلق النار، لكن في تلك الأثناء وأثناء مروره في موقف للسيارات إستهدف بكمين محكم من قبل مسلحين يتبعون لـ “جند الشام” كانوا يتموضعون في مدرسة، فكان إستهداف مركّز له ولمرافقيه حيث أصيبوا بإصابات في الرأس والوجه والقلب، ما أدى إلى إصابته مع 4 من مرافقيه ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إستمر إطلاق النار لأكثر من نصف الساعة لمنع أي محاولة إسعاف له ولمرافقيه ما أدى إلى إستشهادهم فضلا عن إصابة عدد من المتواجدين بجراح.
وأضاف: على إثر ذلك تطور الأمر وهناك من أطلق الرصاص بشكل متعمّد بإتجاه البركسات وحي الطوارئ لإثارة الفتنة، فإستعرت النيران أكثر، وبالتالي إرتفعت وتيرة حدة الإشتباكات ما أدى إلى تصاعدها وتطور الوضع من محور البركسات بإتجاه الطوارئ والبركسات بإتجاه حي الصفصاف، في هذا الوقت عمل أكثر من متضرر من إستقرار الأمن في المخيم على إستغلال الظروف ومنها مجموعة “بلال بدر” التي حاولت شن هجوم بإتجاه مراكزها السابقة في حي الطيرة التي إستطاع العميد العوموشي وهو على رأس قوات الامن الوطني الفلسطيني من إنهاء هذه الظاهرة في حي “الطيرة” وإنسحاب “بلال بدر” ومجموعته إلى منطقة أخرى.
ويؤكد أن الوضع في مخيم عين الحلوة لا زال متوترا هناك إطلاق نار كثيف تستخدم القذائف المتعددة، ويسود حالة من التوتر الشديد القصف متبادل تستخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة من قذائف الهاون والأسلحة المتوسطة والرشاشة.
ويطرح مجموعة من الأسئلة المتعلّقة بكمية ونوعية الأسلحة المستخدمة، إذا كانت أفراد جماعات “جند الشام” ومن يدور في فلكهم من الشباب المسلم المجموعات الأخرى يتذرعون بين الحين والآخر أنهم لا يجدون قوت يومهم، فكيف يؤمنون هذه الأسلحة والذخائر التي تبلغ قيمتها مئات الدولارات وهي من نوعية متطورة وحديثة، لذلك السؤال اليوم حول من يقوم بتغذية ما يجري داخل المخيم.
ويكشف أن الهدف مما جرى هو زج “حركة فتح” وقوات الأمن الفلسطيني في معركة لم تكن داخلها منذ البداية لأن ما جرى هو إشكال بين عدد من الأشخاص من آل “زبيدات” وشخص من “جند الشام”، وبالتالي لا علاقة لـ “حركة فتح”، وإستهداف العميد العرموشي الذي يشكل رأس الهرم العسكري في منطقة صيدا وله الكثير من المهام التي قام بها سواء بالمصالحات المجتمعية داخل المخيم أو بالحسم العسكري بإتجاه المجموعات المتشددة، يؤكد أنه هناك مشروعاً معداً مسبقا لأجندات متعدّدة وينفذ بأيدي أشخاص لا يعلمون ماذا ينفذون، ولكن التوقيت ليس بريئا وبخاصة أن ذلك جرى مع إجتماع الأمناء العامين لفصائل الفلسطينية الذي عقد في مصر من أجل الحوار والتباحث، أي أنها رسالة “ممنوع الوحدة الفلسطينية ولا التقارب الفلسطيني”.
أولا بزعزعة الوضع والزج بحركة فتح في معركة داخل مخيم عين الحلوة بمواجهة ليس جند الشام والشباب المسلم بل عدد كبير من المطلوبين للدولة وثانيا الهدف هو توتير العلاقات مع مدينة صيدا والجوار بما يشكل من حاضنة للقضية الفلسطينية، ثالثا تشكيل خطورة على الطريق الساحلي الذي يربط مدينة صيدا بالجنوب ويمر في الجهة الغربية لمخيم عين الحلوة وما يشكل من خط تنقل للجنوبيين وإمداد للمقاومة، ورابعا وهو الخط الموازي للطريق البحرية التي تعبر عليها قوافل قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني مع قرب التجديد لها.
كل ما يجري يستهدف بالدرجة الأولى قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة وما يشكّل من مخيم عين الحلوة من ثقل في هذا الملف, وثانياً زعزعة الأمن والإستقرار على الساحة اللبنانية، ثالثا إستهداف قوات الامن الوطني الفلسطيني، وخاصة في ظل الأحاديث والطروحات المتعددة التي برزت في الآونة الأخيرة لأنه هناك من يسعى الى إلغاء قوات الامن الفلسطيني والعمل على مسميات جديدة لن يرضى بها أبناء المخيمات الفلسطينية وخاصة أن قوات الامن الوطني الفلسطيني تتمثل من كافة الفصائل الفلسطينية المنضوبية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لذا هذا الإستهداف ليس بريئا.
ويشير إلى أن الأمر الخطير هو إذا كان الاقتتال يجري داخل المخيم فمن هي الجهة التي تعمد إلى إستهداف مراكز الجيش اللبناني وإستهداف مدينة صيدا وهذا ما يطرح جملة من التساؤلات حول التوقيت لكن هناك إصرار فلسطيني على إنهاء ذيول ما يجري مع مطالبة رئيسية بتشكيل لجنة تحقيق وتسليم من أقدم على إغتيال العميد العرموشي ورفاقه منعا للفتنة .
ويلفت إلى محاولات من مختلف القوى الفلسطينية والعديد من القوى اللبنانية والأجهزة الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني من أجل وقف إطلاق النار.
والنقطة الهامة التي يجب أن يتفهمها الجميع أنه هناك من حاول زج “حركة فتح” وقوات الامن الفلسطيني في معركة لم يكن فيها.