هل هي الفرصة الأخيرة؟
عندما زار الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بيروت للمرة الأولى، أعلن انه سيزور لبنان أكثر من مرة من أجل المساعدة على إنجاز الإنتخابات الرئاسية، إلا أن بعض الذين التقوه في زيارته الثانية قد استخلصوا أن زيارته هذه قد تكون الأخيرة في حال لم يتلقَ الأجوبة التي كان قد طلبها من الأطراف اللبنانية، على ما عرضه عليهم من مقترحات للتوافق، والتي تعتبر باريس أنها أفضل الممكن في هذه المرحلة، كما وتشكل أيضاً الفرصة الأخيرة أمام النواب من أجل المبادرة إلى إحداث خرق في الملف الرئاسي.
ما عرضه لودريان في بيروت بالأمس، لم يكن مبادرة أو دعوة إلى حوار، بل نقاش والتقاء حول المواصفات المطلوبة لرئيس الجمهورية العتيد، كما وبرنامجه المستقبلي، على أن تكون لباريس الرعاية، وذلك بعدما عادت للتموضع في موقع الوسط بين الأفرقاء اللبنانيين، ولكن من دون أن تعود، وكما قال أحد النواب المخضرمين في مجلس خاص، “الأم الحنون عادت لكل الأطراف اللبنانية، على مختلف انتماءاتهم وسياساتهم، كما كانت عليه في الأيام السابقة”.
وخلال الإبحار في الجولات واللقاءات التي قام بها لودريان قبل عودته الثانية إلى بيروت، أي زيارتيه إلى المملكة العربية السعودية وقطر، يتبيّن أن ما من تطور إيجابي على خط الإستحقاق الرئاسي في لبنان، على الأقل في الفترة الحالية، وذلك، بانتظار نضوج واكتمال المعادلات الخارجية، ولا سيما منها الإقليمية، وذلك، في ضوء المعطيات التي تشكّلت بعد أن انتهى “لقاء الدوحة الخماسي” بنتيجة اللقاءات التي عقدها لودريان في الدوحة والرياض، والتي ستسكتمل بعد زيارة زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لطهران، والتي يبنى عليها في إطار المساعي الهادفة إلى انتخاب الرئيس العتيد في أسرع وقت ممكن.
وعُلِم أنّ لودريان طالب في زيارته الثانية النواب ورؤساء الكتل الذين زارهم والتقاهم، بإعادة قراءة المشهد السياسي الداخلي والخارجي والإقليمي واستخلاص الرسائل الواردة في بيان اجتماع الدوحة، والإفادة من فرصة قد تكون الأخيرة لإنقاذ الإستحقاق الرئاسي في لبنان. لكنه، لم يسمع في المقابل من أي فريق سياسي أو حزبي، ما أراد أن يسمعه سواء من قوى المعارضة، أو من قبل “الثنائي الشيعي” الذين لا يزالزن متشبّثين بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أو من النواب المستقلين وأيضاً من النواب التغييريين.
فادي عيد – ليبانون ديبايت