نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة مؤخراً مجموعة صورٍ يظهر فيها رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ اللواء هرتسي هاليفي مع مجموعة من الجنود والضباط الإسرائيليين خلال جولةٍ له قبل أيام على طول الحدود مع لبنان.
الصور التي بادرت الصحيفة إلى نشرها مقتطفة من مقطع فيديو بثته قناة “المنار” لجولة هاليفي، وقد جرى تصويرهُ من قبل مراسلها الزَّميل علي شعيب. اللافت أيضاً هو أنّ الإعلام الإسرائيليّ اهتمّ بما بثه شعيب فيما بادر محللون إلى تحليل الفيديو الذي صوّره وإلى المسافة التي حصل منها ذلك.
أحد المحللين الإسرائيليين رجّح أن تكون عملية تصوير الفيديو قد تمّت من على بعد 2 كلم، أي أنّ شعيب كان يبعد مسافة 2 كيلومتر عن مكان تواجد هاليفي وجنوده عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. إلا أن شعيب وفي تغريدة له عبر “تويتر”، مساء اليوم الجمعة، كشف أنّ عملية التصوير حصلت من على بُعد 80 متراً.
من جهته، تحدث موقع “سروغيم” الاسرائيلي عن خطوة شعيب، ونشر مقالاً تحت عنوان: “نشاط شعيب بمسافة تماس: حزب الله نشر توثيقًا لرئيس هيئة الأركان على الحدود”.
ويقول المقال إنّ مراسل قناة المنار “نشر فيديو يثير قلقاً كبيراً، ووثق من مسافة قريبة جداً هرتسي هليفي على الحدود اللبنانية خلال الأسبوع الأخير”.
من جانبها، وصفت القناة 12 الإسرائيلية شعيب بـ”رجل حزب الله الذي نشر توثيقًا خطيراً لرئيس الأركان خلال جولة على الحدود”.
وبحسب القناة، فإن الكاميرا ركّزت على رئيس الأركان يرافقه قادة رفيعو المستوى، من زاوية تظهر أنهم مكشوفون وليسوا محميّين، وتابعت: “على الرغم من المسعى الواضح لعناصر وحدة الحماية الأركانية لإخفاء أجساد القادة، فإن الاثنين (رئيس الأركان وقائد المنطقة الشمالية) كانا مكشوفين لنيران القناصة في حال قرروا تفعيلها أو إطلاق صواريخ مضادة للدّروع من لبنان”.
ولفتت الى أن “الجيش الإسرائيلي نفسه تطرق في الفترة الأخيرة إلى الانتشار الواسع لحزب الله على طول الحدود وبالقرب منها”، وقالت: “واضح جدًا أنهم في لبنان علموا جيداً مَن يظهر أمام عدسات الكاميرات”.
“حزب الله” يُراقب
بدوره، قال تال بيري، رئيس قسم الأبحاث في معهد “ألما” الإسرائيلي في إطار تعليقه على الفيديو: “بحسب تقديراتي، فإنهُ لم يكن لدى حزب الله أي معلومات إستخباراتية مُسبقة عن جولة هاليفي عند الحدود. كذلك، فإنه من المحتمل أن يكون الشخص الذي التقط الفيديو غير عالمٍ بالأشخاص الموجودين أمامه، لكنه لاحظ أن هناك جولة لشخصيات مهمة نظراً لعدد العسكريين الكثيف”.
وتابع: “إن وظيفة مُلتقط الفيديو هي تصوير كل ما يحدث بالقرب من الحدود وهذا ما فعله. وإثر ذلك، قام حزب الله بتحديد هوية الأشخاص الذين ظهورا ضمن المصور. إضافة إلى هذا، فإننا تقديراتنا تشير إلى أنه لدى حزب الله فرق قناصة ومدافع مضادة للدروع وهي متاحة للتفعيل الفوري”.