في لبنان: التهريب “دليفري”
كتب كامل ابراهيم في “الأنباء” الالكترونية:
يشهدُ لبنان موجة حرّ شديد بحيث تخطت درجات الحرارة معدلاتها الموسمية كما يقول خبراء الأرصاد الجوية، لتترك أثرها السلبي على المزارعين في ظلّ إهمال الدولة لهم ولقطاعهم وعدم وجود سياسات اقتصادية تحميهم وتعوّض عليهم الخسائر.
رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع إبراهيم ترشيشي، اعتبرَ أنَّ لبنان يتأثر بالتقلّبات المناخية التي يشهدها العالم، ومنها موجة الحرّ التي تسيطر على المنطقة، وبالأخص منطقة البقاع التي هي اليوم في ذروة الإنتاج والقطاف، ومنذ ثمانية أيام الحرارة تصل في البقاع إلى ما فوق 40 درجة، علماً أنَّ هذا الارتفاع من المرجح أن يستمر حسب الأرصاد الجوية لغاية 24 الشهر الحالي.
ترشيشي لفتَ في حديثٍ لـ”الأنباء” الإلكترونية الى أن المياه الارتوازية النقية متوفرة، والمزارع يروي أرضه بصورة منتظمة، لكن المشكلة تكمن في أن موجة الحرّ تؤدي إلى قُصر عمر النبتة، وتعطي محصولها دفعة واحدة، وبذلك بدلَ أن يكون المحصول بمهلة شهرين يصبح إنتاجه ضمن مهلة 15 يوماً، ويصبح الكساد سيّد الموقف إذ يكون الإنتاج في غير أوانه، ممّا يضطر المزارع إلى إعادة الزراعة عندما يبرد الطقس قليلاً لتعويض خسائره.
وعن السوق التنافسية مع الدول المجاورة، قال ترشيشي: “أي صنف يكون سعره يفوق السعر في سوريا يصبح خلال ساعات في لبنان عبر التهريب، وكذلك العكس المنتج الأقلّ سعراً في لبنان يصبح خلال ساعات عبر التهريب في سوريا، فالتهريب قائم بين البلدين وإن كان يفوق من سوريا تجاه لبنان وهذا يعود لأن نسبة الأراضي المزروعة في سوريا تفوق المساحات في لبنان”، معتبراً أنََ التهريب بين لبنان وسوريا “دليفري”، إذ إنَّ السوق اللبناني مفتوح دون حسيب أو رقيب.
أمّا عن متابعة الدولة لأوضاع المزارعين والتعويض عليهم في حال الكساد والعوامل المناخية، أوضح ترشيشي أنَّ القطاع لا يعوّل على الدولة والتعويض فقط من رب العالمين، معتبراً أنَّ دولتنا دولة “مفلسة”، عاجزة عن تأمين الرواتب لموظفيها، لذا لا ننتظر منها المساعدة ولا نريد أن “نشحد” منها، وهذا هو واقعنا”.
في ظلّ التحديات التي يواجهها قطاع الزراعة والصعوبات التي تعيق في الكثير من الأحيان عملية التصدير للخارج، يقف المزارع عاجزاً أمام تقلّبات الطبيعة التي تهدد مصدر عيشه الأساسي وتضرب الفصول الموسمية التي يعتمد عليها.