محليات

ممرضو وممرضات لبنان يعانون: ضغوطات ورواتب متدنية والآلاف “هشلوا”

كتبت نوال أبو حيدر في “السياسة”:

لم يَسلم قطاع التمريض من تداعيات الانهيار الاقتصادي حيث تتسارع وتيرة هجرة الممرّضين والممرّضات في لبنان، مع ما يمتلكون من خبرات وكفاءات. الرواتب المتدنّية هي السبب الرئيسيّ للهجرة، حتّى مع رفع الحدّ الأدنى للأجور الّذي ناهز الـ 9 ملايين ليرة، يبقى لا يكفي لتأمين حياة كريمة.

النزيف مستمرّ في قطاع التمريض ولأنّ الظروف الاقتصادية الّتي يمرّ بها البلد صعبة، يبقى الهدف الأساس تحسين أجور القطاع التمريضي للحدّ من الهجرة الّتي انعكست تداعياته على المستشفيات والمرضى في آنٍ واحد.

ماذا عن تصحيح أجور القطاع التمريضي؟ وما طبيعة الإجراءات الإصلاحية الّتي سيتمّ اتّخاذها ومتى يبدأ التطبيق؟

وفي اتصالٍ مع نقيبة الممرّضين والممرّضات في لبنان الدكتورة ريما ساسين قازان، أكدّت لـ “السياسة” أنّ ” عدد الممرّضين والممرّضات الّذين هاجروا ابتداءً من العام 2019 حتّى اليوم، تخطّى الـ 3300 ممرض وممرضة، وهم من أصحاب الخبرة والكفاءة”.

ورأت ساسين أنّ “الأسباب الأساسية للهجرة تكمن في انخفاض قيمة الرواتب وازدياد ضغط العمل علمًا أنّ بعض المستشفيات أصبحت تُعاني من نقص في الطاقم الطبي، مما خلق لديها ضغطًا نفسيًا وجسديًا”.

وفي موازاة ذلك، أوضحت ساسين أنّ “الممرّضين والممرّضات يغادرون إلى الخليج، أوروبا، أميركا وكندا”.

وفي إطار الخطط الإصلاحية الّتي يتم العمل عليها لتحسين القطاع التمريضي في لبنان، أشارت ساسين إلى أنّ “نقابة الممرّضين والممرّضات تقدّمت باقتراح إلى وزير الصحة يستند إلى دراستين من منظمة الصحة العالمية، الاقتراح الأوّل تمّ رفضه الّذي يُطالب براتب للممرضين يبدأ من 800$ وما فوق حسب الخبرة”.

أمّا عن الاقتراح الثاني، فكشفت ساسين أنّه ” يقضي بدفع الراتب الّذي كانت تعطيه المستشفيات عام 2019 على الشكل التالي: 50% منه فريش دولار و٥٠٪ باللّيرة اللّبنانية على سعر صرف 15 ألفًا، ومن المفترض أن تبدأ المرحلة الأوّلى في 1 آب 2023 حتّى كانون الأوّل 2023″.

وأضافت: “المرحلة الثانية، من تصحيح الأجور تبدأ في 1 كانون الثاني 2024 حتّى آخر كانون الأول 2024، وتفرض إعطاء 75% من راتب 2019 بالفريش دولار والـ 25% باللّيرة اللّبنانية على سعر صرف المصرف”.

وعن المرحلة الثالثة، قالت ساسين: “فهي تبدأ من 1 كانون الثاني 2025 حتّى 31 كانون الأوّل 2025”.

وعن وضع المستشفيات في لبنان في ظلّ هجرة الممرّضين والممرّضات، قالت ساسين” هناك مستشفيات غير قادرة على الصمود ومتابعة العمل”.

بالمحصلة، بات محسومًا أنّ ما نخسره في الصحة لا يتعوض، فعلينا أن نعمل سويًا مع جميع الشركاء في الوطن لإنقاذ القطاع التمريضي، وبالتالي، القطاع الصحي، لنجعل لبنان مستشفى الشرق بكفاءاته الطبية والتمريضية وبجودة العناية الصحية كما وتوحيد الجهود لأنّ البلد من دون ممرّضين وممرّضات لا يمكنه الاستمرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى