الأزمات تؤدي الى إرتفاع نسبة الحرمان الغذائي
أطلق وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض بالتعاون مع قطاع التغذية في لبنان المسح الوطني الأول للمغذيات الدقيقة والفيتامينات الأساسية للفئات الأكثر ضعفًا (LIMA) أي الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة (من عمر يوم إلى تسعة وخمسين شهرًا) والفتيات المراهقات (من عشر سنوات إلى تسعة عشر عامًا) والنساء غير الحوامل (من عمر عشرين إلى تسعة وأربعين عامًا) والحوامل.
تم حفل الإطلاق في وزارة الصحة العامة، في حضور ممثلين عن منظمات اليونيسف والصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة وعدد من الشركاء الدوليين والمحليين.
وأكد الوزير الأبيض في كلمته أن “هذا المسح الوطني للمغذيات الدقيقة والفيتامينات الأساسية للفئات الأكثر ضعفا هو خطوة مهمة جدا في مسيرة الألف ميل لبناء نظام صحي متماسك في لبنان”. وقال: “إن الهدف من المسح ليس جمع المعلومات ولكن الحصول على أداة تسهم في استباق أمراض خطرة ومزمنة يتسبب بها سوء التغذية”.
أضاف: “أن الأزمات المتعددة التي يعاني منها لبنان تؤدي الى إرتفاع نسبة الحرمان الغذائي وتراجع نوعية الغذاء بين الأفراد وخصوصاً الأطفال والمراهقات والنساء، لذا سيسهم المسح بتطوير برامج تسهم في تحسين الحالة التغذوية ومعالجة جميع أشكال سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن إضافة إلى السمنة والوزن الزائد والأمراض المزمنة وغير المعدية”.
وأكد الأبيض “أن هذا المسح سيشكل وثيقة ضرورية لإرساء خطة وطنية للتغذية إلتزامًا بأهداف وزارة الصحة العامة لتحسين الصحة العامة في لبنان”.
وكان رئيس قسم التغذية وعلوم الغذاء في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عمر عبيد قد ألقى كلمة لفت فيها إلى أن “الحاجة ماسة إلى وجود أدلة وطنية حول حالة المغذيات الدقيقة من أجل تصميم وتنفيذ سياسات وبرامج التغذية المناسبة والفعالة من حيث التكلفة”.
كما شددت مديرة البرامج والعلاقات مع المانحين في ميرسي الولايات المتحدة ديانا قبيطر على وجوب استناد التنمية إلى تقييم الإحتياجات مضيفة أن “هذا المسح هو نقطة الانطلاق التي من شأنها أن تمهد الطريق لفهم شامل للمشاكل المتعلقة بالتغذية”. كما قال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان، أنطوان رينارد: “سيساعد مسح ليما في تزويدنا بفهم شامل لمستويات التغذية في لبنان، مما يسمح بتدخلات أكثر استهدافًا وتكاملًا واستدامة. سيواصل برنامج الأغذية العالمي، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والشركاء، العمل على الحد من جميع أشكال سوء التغذية وتعزيز الأمن الغذائي”
وبدورها قالت نائبة ممثل اليونيسف في لبنان إيتي هيغينز: “تعتبر السنوات الأولى من حياة الأطفال حاسمة ليس فقط لنموهم الجسدي ولكن أيضًا لنموهم الذهني، وتلعب التغذية دورًا رئيسيًا في هذه الفترة التكوينية.”
أضافت: “يمثل نقص المغذيات الدقيقة شكلاً من أشكال سوء التغذية غالبًا ما يكون غير مرئي ويتم تجاهله في مناقشات السياسات ولهذا السبب يعد هذا المسح خطوة حاسمة لتوليد الأدلة على جميع جوانب التغذية ونمو الطفل، وتطوير البرامج المستنيرة واتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات”.
وعليه، ستقوم وزارة الصحة العامة بالشراكة مع مراكز الرعاية الصحية الأولية والبلديات والشرطة البلدية وأطباء القضاء وغيرهم من الشركاء بتشكيل وتدريب فرق المسح الميداني بما في ذلك العاملين الصحيين وفنيي المختبرات. وبدورها تقوم الفرق بدورها في زيارة المنازل الراغبة في المشاركة في المسح، لجمع لبيانات والعينات اللازمة بعد الحصول على الموافقة الطوعية للمشاركين أو لرب الأسرة، علمًا أنه سيتم تزويد الأفراد المشاركين بنتائج التحليل المخبري مجانا.
كما تعمل وزارة الصحة العامة على التنسيق المباشر مع مكتب رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع الوطني والجيش ووزارة الداخلية والبلديات وغيرها من السلطات المحلية والوطنية لضمان حسن سير العمل الميداني وتسهيل عمل الفرق على الأرض.