محليات

تمسُك الثنائي الشيعي بالطائف: حقيقة ام فخ لجر الجميع الى الحوار؟!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

رأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ “دعوات البعض إلى تغيير النظام تضع لبنان في مهبّ مخاطر لا تُحمد عقباها”. وأكد، رداً على سؤال حول اتفاق الطائف ورغبة البعض في الانقلاب عليه، رفضه المطلق لأيّ مسّ بهذا الاتفاق. وقال خلال استقباله نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي وأعضاء مجلس النقابة مطلع الاسبوع: لقد عشنا ومتنا حتى أنجزنا هذا الاتفاق وأقول لمن يريد تغييره “فليقعد عاقل أحسن له”. وسأل: هل طبّقنا الطائف كي ندعو إلى تغييره؟ فلنطبّق هذا الاتفاق بكلّ بنوده وخاصة الإصلاحية منها لا سيّما اللامركزية الإدارية وقانون للانتخابات خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس للشيوخ.

يأتي موقف رئيس المجلس هذا، غداة اعلان حزب الله لموقف مماثل، لناحية التمسك باتفاق الطائف. فقد اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد منذ ايام قليلة التزام حزب الله به، وعدم رغبته في تعديل أي حرف منه، وقال “لن ندعو لتعديل شيء في الطائف، ونحن نريد فقط تطبيق نصه”. وأشار إلى “أننا لا ندعو إلى صيغة سياسية جديدة، وكفى تشويشًا على أنفسكم وعلى الناس وإطلاق الأكاذيب والتحريض ضدنا”. واعتبر أن “إذا ما طُبّق الطائف كما ورد في نصه، لتمكنا من تجاوز العديد من المشاكل والأزمات، فنحن أهل الإلتزام وليس بمقدور أحد أن يعلّم علينا في هذا الأمر”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن كلام الثنائي الشيعي هذا، جميل، الا انه يبدو “نظريا” الى حد كبير. فلا حزب الله نفّذ ابرز بنود اتفاق الطائف، لجهة حصر السلاح في يد القوى الشرعية اللبنانية فقط، ولا رئيس مجلس النواب تقيّد في ما يقوله “الطائف” اي دستور البلاد، في ما خص الانتخابات الرئاسية. ففي ظل الشغور، مجلس النواب هيئة ناخبة حصرا، بينما نرى بري يدعو الى جلسات تشريع. وقد جاء في المادة 75 من الدستور “إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر”… كما ان يجب عقد جلسات متتالية ودورات متتالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، بينما نرى “الاستيذ” في المقابل، يصر على التوافق مسبقا على اسم رئيس الجمهورية عبر طاولة حوار تجمع القوى السياسية، بعيدا من اللعبة الديمقراطية والقوانين اللبنانية.

انطلاقا من هنا، تعتبر المصادر ان حديث الثنائي الايجابي عن “الطائف” يبدو فخا اكثر منه حقيقة، وهدفه طمأنة القلقين على “الطائف” وتوازناته، وتبديد هواجسهم، تمهيدا لاستدراجهم الى طاولة حوار. وبعد ان يجلس حولها الجميع، يميط الحزب وامل اللثامَ عن “وجهيهما”، ويضعان الكل امام الامر الواقع ويطرحان، كما فعلا في الدوحة، طروحاتٍ تشوّه “الطائف” وتعزز موقع الفريق في السلطة وتعطيه امتيازات. فهل الثلث المعطل وتكريس “المالية” للشيعة، التزامٌ بالطائف مثلا؟ تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى