الاتحاد الاوروبي في مواجهة لبنان.. هل هذا عدلٌ وأين الديبلوماسيّة اللّبنانيّة؟
صخبٌ يتصاعد مجدّداً بين لبنان والاتّحاد الأوروبيّ حول أزمة النّازحين السّوريّين. مفارقة لافتة أن يسعى برلمانيّون فرنسيّون في برلمان الاتّحاد الأوروبيّ إلى تكريس اتّهام لبنان بتحفيز الخطاب العنصري تجاه اللّاجئين، في وقت تُعايش فرنسا ارتباكًا جوهريًّا بين اليمين واليسار تجاه قضايا الهجرة واللّجوء.
أسئلة كثيرة تثار حول ماذا يريد الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون من لبنان. فبعد تورّطٍ فاضحٍ في تغطية منظومة تحالف المافيا – الميليشيا، ومُسايرة الدّعوات إلى تعديل في النّظام بالانخراط في تغليب الحوار على انتخاب رئيس للجمهوريّة، خُلوصًا إلى الموقف المفاجأة في قضيّة النّازحين؟
“الديبلوماسيّة الفرنسيّة مرتبكة إلى حدّ الخلل، وهي تسعى إلى مخرج من لبنان بفعل خيارات ملتبسة تورّطت فيها، وفي اعتقادي أنّ موقف البرلمانيّين الفرنسيّين جزء من هذا الإرتباك في ظلّ ما تواجهه فرنسا في الدّاخل حول اللّجوء والهجرة من نقاشات حادّة بين اليمين واليسار. للأسف أدخَلَت فرنسا نفسها في عنق زجاجة كارثيّ النّتائج”. بهذه المقاربة يستهلّ زياد الصّائغ المدير التّنفيذي لـ”ملتقى التأثير المدني” مقاربته لـ”المركزية”.
وعن كيفيّة التّصدّي لهذا المسار في البرلمان الأوروبيّ يقول الصّائغ: “الديبلوماسيّة اللّبنانيّة مُصادَرَة، وغائبة، ومُرتَجَلة، وشعبويّة، وغالبًا ديماغوجيّة، وبالتّالي التّعويل على القوى المجتمعيّة الحيّة، والاغتراب اللّبنانيّ في فرنسا للقيام بعمل منسَّق في هذا الاتّجاه، وقد تكون لجنة التّنسيق اللّبنانيّة – الفرنسيّة (CCLF) التي انطلقت الشّهر الفائت في العاصمة الفرنسيّة قادرة على المساهمة في تصويب مسار الديبلوماسيّة الفرنسيّة المرتبكة تجاه القضيّة اللّبنانيّة”.
وعن عودة النّازحين يجيب الصّائغ بحزم: “العودة حتميّة، ومساراتها قائمة، وعلينا التّصويب على قوى الأمر الواقع التي تعرقل العودة لأسباب جيو – سياسيّة، رغم أنّها تدّعي العكس ببروباغندا خبيثة”.