محليات

“الأزمة” محور أسئلة “إمتحانات الضرورة”!

انطلقت الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية في محافظة النبطية بسلاسة، بدت كأنها «امتحانات الضرورة»، إذ فقدت «هيبتها»، لأنّ الظروف خلال العام الدراسي، من إضرابات وتحرّكات مطلبية متصاعدة، جعلت الامتحانات «غير جدّية»، بشهادة الأهل والطلاب معاً.

وذهب بعض أهالي الطلاب، الذين وقفوا خارج مراكز الامتحانات ينتظرون أولادهم، إلى اعتبار الامتحانات «شكلية»، ولكن لا مفرّ منها، فهي المعبر الضروري لأولادهم نحو الجامعات، ومن دونها، نهاية الحلم.

اللافت هذه المرّة أنّ وزارة التربية وفت بوعدها في الأسئلة «السهلة»، غير أنها حبكتها بذكاء حادّ، فطرحتها من وحي أزمات لبنان، وطلبت من طلاب العلوم الاجتماعية، تقديم اقتراحات وحلول.

لقد زجّت الطلاب في «فخّ الأزمات»، سألتهم عن مدى تأثير الإضراب عليهم، وارتدادات الفقر على حياتهم، وسوء توزيع الخدمات وأثر الأزمة الاقتصادية على المجتمع ككل، ثم طلبت منهم تحليل الواقع كما هو.

بعض الطلاب اعتبر أنّ الوزارة «غشّتهم» بذكاء، والبعض رأى أنّ الأسئلة واقعية، ويمكن لأي طالب تحليلها والغوص في تفاصيلها.

أمام ثانوية النبطية للبنات، أحد مراكز الامتحانات الـ 17 في المحافظة، وقف والد «منيرة» ينتظر خروجها، بدا متوتراً وقلقاً، يخاف أن ترسب ابنته، وكذلك الأم، فرغم أنّ ابنتهما أعدّت جيداً للامتحان غير أنها «غير متحمّسة للدرس»، يقول والدها وهو يراقب حركة الطلاب من الخارج. لم يترك أستاذاً أو معهداً إلا قصده من أجل تعويضها ما فاتها بسبب الإضرابات، وتكمن رغبته في أن يفرح بنجاحها، هي المتأخّرة عامين عن الشهادة الرسمية، لكنها «ثابرت كثيراً وتعبت، وتطمح للنجاح».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى