محليات

لمصلحة من التوتر في الجنوب؟

لمصلحة من التوتر في الجنوب؟ هذا هو السؤال الذي بدأ يفرض نفسه على جميع المعنيين في لبنان وذلك في ظلّ مسار واضح من التصعيد الذي يدور في المناطق الحدودية وتحديداً في مزارع شبعا المحتلة حيث يقوم العدوّ الاسرائيلي منذ مدّة بعملية تصعيد واسعة تُقابَل بمواجهة من قِبل “حزب الله” على المستوى نفسه.

هذا التصعيد يسير بشكل متسارع بالتوازي مع ارتفاع وتيرة الأزمة الرئاسية في لبنان وسط انعدام الأفق للوصول الى حلّ سياسي يؤدي الى انهاء الفراغ الرئاسي والذهاب الى تسوية توصل “الرئيس” الجديد الى قصر بعبدا برعاية اقليمية او دولية. فهل لهذا الارباك السياسي الحاصل علاقة بالتصعيد جنوباً في ظلّ ما سُرّب على لسان بعض المقرّبين من “حزب الله” عن ارتباط مباشر ما بين الملف الرئاسي والمناوشات الحاصلة في الجنوب اللبناني؟

ترى مصادر سياسية مطّلعة أن ليس لدى “حزب الله” أية نوايا مُسبقة بالتصعيد، لكنّه لن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات فرض التوتر الامني الكامل في لبنان، لذلك فهو يستعيد المعادلة السابقة لأمين عام “الحزب” السيد حسن نصر الله والتي تحدّث عنها مراراً في خطاباته بأن أي فوضى امنية في البلاد قد يقابلها تحرّك ما ضدّ اسرائيل حين أعلن صراحة “لن نجوع، ونحن سنقتلك”!

من جهة أخرى، فإن “الحزب” يشعر بفائض القوة العسكرية في معادلته مع اسرائيل خصوصاً بعد عملية اطلاق المسيّرات خلال فترة ترسيم الحدود والمفاوضات حول استخراج النفط والغاز من حقل “كاريش”. كما أن “الحزب” يعتبر أن اسرائيل عاجزة عن الحسم في غزّة وحتى في الضفّة الغربية، الامر الذي يفسح امامه الفرصة للتّحرّك بشكل واضح جنوباً لتكريس معادلات جديدة تعجز اسرائيل امامها من القيام بأي خطوات في المرحلة الراهنة.

وتعتقد المصادر أن اسرائيل بدورها متوجّسة من التصعيد لأن ثمة أولويات لديها في الداخل وتحديداً بعد عملية “جنين” الاخيرة وقبلها المعركة في غزّة. لذلك فإن تل أبيب اليوم تفضّل عدم التصعيد، غير أنها تشعر بخطر شديد من الهدوء والراحة اللذين يتعاطى بهما “حزب الله” على الحدود، كما أن لديها هواجس عدّة من التسويات الحاصلة في المنطقة والتي تُريح إيران سواء مع المملكة العربية السعودية أو التسوية النووية التي عادت لتلوح في الافق في الاسابيع القليلة الماضية.

من هنا، كل شيء يوحي بأن التصعيد قد يكون وارداً وإن كان بحذر من كلا الطرفين عند الحدود الجنوبية، وهذا ما بدأت كل وسائل الاعلام الاسرائيلية الحديث عنه، لافتة الى عدم رغبة اي من الطرفين بالذهاب الى حرب مفتوحة، لذلك قد نكون ربما، في حال تفلّت الامور في لحظة ما، امام معركة محدودة لإعادة تكريس التوازنات وقواعد الاشتباك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى