42 ألف طالب بالامتحانات: أجهزة تشويش لمنع تسريب الأسئلة
منذ يومين تنتشر شائعات يتناقلها الطلاب وأهلهم عن إقدام البعض على تسريب بعض مسابقات الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوي، التي ستجرى يوم الإثنين المقبل، وشائعات أخرى عن عزم وزير التربية عباس الحلبي على إلغاء الامتحانات، أسوة بامتحان البروفيه.
شائعات تؤدي إلى بلبلة بين صفوف الطلاب، معززة بعدم حصول العديد منهم على طلبات الترشيح رغم اقتراب موعد الامتحانات، ما يدفعهم إلى الشك بحصول الامتحانات. ففي ظل الفوضى الذي يعيشها القطاع التربوي الرسمي منذ ثلاث سنوات، من الطبيعي أن تنتشر هذه الشائعات، خصوصاً في ظل التأخر الحاصل في الاستعدادات لها. لكنها تبقى مجرد شائعات، لا سيما أن وضع أسئلة الامتحانات يتم فجر يوم الإثنين من قبل اللجان المعنية، وتنسخ في لحظتها وتوزع بمواكبة أمنية على مراكز الامتحانات.
مراكز امتحانات خارج لبنان
في ظل انهيار البلد وقطاع التربية، يُعتبر إجراء الامتحانات الرسمية انجازاً، خصوصاً عقب الفوضى والبلبلة التي أحدثها قرار إلغاء امتحان البروفيه المتسرِّع. ويسجل للموظفين في دائرة الامتحانات وفي المناطق التربوية وصل الليل بالنهار لاستكمال الاستعدادات لإجراء الامتحان، بعدما تأخر تأمين المراقبين لتوزيعهم على المراكز، وتأخر تجهيز بعض المراكز بكاميرات المراقبة، وتأخر تسليم بطاقات الترشيح للطلاب وغيرها من الأمور اللوجستية.
يوم الإثنين المقبل، سيتوجه نحو 42 ألف طالب وطالبة للامتحانات، بينهم نحو ألفي طالب تقدموا بطلبات ترشيح حرة، موزعين على 236 مركز امتحان في مختلف المناطق اللبنانية. إضافة إلى أربع مراكز امتحانات في الخارج موزعة بين دولة قطر وكينشاسا وتركيا، سيمتحن فيها نحو مئة طالب وطالبة، من ضمنهم نحو ستين طالباً في قطر وحدها. وسترسل الوزارة إلى هذه المراكز مراقبين. أما أسئلة الامتحانات فترسل إليها فجر الإثنين الكترونياً وتطبع هناك وتوزع على الطلاب، كما هي الحال بخصوص الإجراءات المتبعة للطلاب في لبنان.
لجان وضع الأسئلة
على المستوى اللوجستي، يحضر أعضاء ورؤساء لجان المواد (لكل مادة لجنة ورئيس) إلى وزارة التربية مساء يوم الأحد، ويسلمون هواتفهم قبل الدخول إلى القاعة، وذلك بمواكبة أمنية. وتستخدم الأجهزة الأمنية المعنية جهاز تشويش على الموجات الصوتية في محيط الوزارة لضمان عدم تسريب أسئلة الامتحانات. وتضع لجنة كل مادة من مواد الامتحانات ثلاثة مسابقات، يختار رئيس اللجان الفاحصة واحدة منها. ويكلف عضواً لحل هذه المسابقة للتأكد منها. ويمكث أعضاء اللجان في الوزارة إلى حين طباعة وتوزيع المسابقات على مراكز الامتحانات.
وعن عدم حصول الطلاب على بطاقات الترشيح، ولا سيما في منطقة البقاع، أكدت مصادر مطلعة أن المناطق التربوية تسلمت البطاقات بتأخير بسيط. لكن توزيعها على الطلاب يتعلق بتأخر مدراء الثانويات في الذهاب إلى استلامها. فبسبب فقر حال الأساتذة، ولعدم تكبد بدلات نقل باتت مكلفة عليهم، يتفق مدراء بين بعضهم البعض في منطقة معينة، ويكلفون واحداً منهم لاستلام الطلبات للمدارس المعنية.
ووفق المصادر، ما زالت الإجراءات ضمن المهل المقبولة، وستصل بطاقات الترشيح إلى كل الطلاب اليوم. أما بما يتعلق برؤساء المراكز والمراقبين العامين والمراقبين، فقد جرت العادة بأن لا يتم إبلاغهم بأسماء مراكز المراقبة إلا قبل يومين من الامتحان، وذلك لضمان عدم حصول وساطات سياسية معهم، للتوسط بمساعدة طلاب معينين، أو غض الطرف عنهم للغش في الامتحان.
كاميرات المراقبة
مثل العادة، خصصت دائرة الامتحانات غرفة عمليات مركزية لمراقبة الامتحانات من بعد، عبر كاميرات مراقبة في مراكز الامتحانات. لكن مدراء مدارس شكوا من الفوضى الحاصلة في الاستعداد للامتحانات، والتي تلقى على عاتقهم. ففي بعض المناطق تأخرت إجراءات فحص كاميرات المراقبة وصيانتها. ومنذ يومين ينام مدراء المدارس، المعدة كمراكز امتحانات، في مدارسهم في انتظار حضور شركة الصيانة لتشغيل الكاميرات، والتأكد من أنها صالحة للاستخدام. فقد أبلغتهم الوزارة أن شركة الصيانة ستكشف على المدارس، وعليهم البقاء في مدارسهم، لكن من دون تحديد موعد.
أما في المدارس غير المجهزة بكاميرات، فقد أرسلت وزارة التربية يوم أمس إلى المناطق التربوية كتباً لإجراء استدراج عروض لتركيب كاميرات المراقبة، هذا رغم استحالة الأمر، كما أكدت المصادر. لكن تبين من متابعة “المدن” أن وزارة التربية استحدثت مراكز امتحانات جديدة في بعض المناطق، غير تلك المعتمدة في السنوات السابقة، لأسباب لوجستية. وتأخر إنجاز تركيب الكاميرات فيها، لكن في باقي المراكز المجهزة بكاميرات، تم برمجة وفحص الأجهزة.
المدن