محليات

عوده: فساد في الإدارات الرسمية واستهتار بالاستحقاقات

أقامت مدرسة الثلاثة الأقمار الأرثوذكسية، مساء اليوم، حفلة تخريج دفعة العام 2022-2023، برعاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده ومباركته، في حضور رئيس جامعة القديس جاورجيوس – بيروت الوزير السابق الدكتور طارق متري، ممثل رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتور إيلي مخايل، أعضاء اللجنة التنفيذية في مطرانية بيروت وأعضاء مجلس إدارة جمعية القديس بورفيريوس، ممثلين عن المركز الفرنسي، وكلية التربية في الجامعة اللبنانية، ومشروع “كتابي”، إضافة إلى أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية وأهالي الخريجين، وعدد من الكهنة والمسؤولين في مؤسسات الأبرشية.

وألقت المدربة المساعدة إيفا مريا بطش مسعود، كلمة المطران عودة، وقالت: “على مشارف حقبة جديدة من عمركم، أود أولا أن أهنئكم على نجاحكم وعبوركم مرحلة الدراسة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، حيث الأفق أوسع والتحديات أكبر والمسؤولية أعمق”.

وأشارت إلى أن “السنوات الأخيرة لم تكن سهلة عليكم، كما كانت صعبة على جميع اللبنانيين، وعلى ذويكم. فإضافة إلى الجائحة التي أصابت لبنان، كما أصابت العالم أجمع، عانى لبنان من تراجع سياسي واقتصادي واجتماعي ومالي وأخلاقي جعله في عداد الدول الفاشلة، بعد أن كان لؤلؤة هذا الشرق وجامعته ومدرسته ومستشفاه ومطبعته وملتقى الأحرار والمثقفين والمبدعين. أما عاصمتنا الحبيبة بيروت فعانت مرتين: مرة كمثل كل لبنان، ومرة بسبب تفجير مرفئها الذي أودى بما يفوق المئتين من أبنائها، وأصاب الآلاف منهم، وهدم مبانيها، وأظلم طرقها، وقلب حياة أهلها الذين ما زالوا ينتظرون انتهاء التحقيق والعدالة”.

وتابعت: “مدارسكم لم تسلم من ذاك الزلزال، وقد أصيبت مبانيها، وشوهت صفوفها وملاعبها، وحرمتم من ارتيادها لفترة ليست بقصيرة. كل هذا ولد غضبا في النفوس، يرافقه قلق على المستقبل والمصير، ومما زاد الأمر سوءا ما تسمعونه عن فساد يسود في الإدارات الرسمية بمعظمها، ومصالح تسير الحكام والزعماء بمعظمهم، إضافة إلى عدم احترام القوانين، وتخطي الدستور، وهو ناظم حياة الدولة والمواطنين، والاستهتار بكل الاستحقاقات وأولها انتخاب رئيس للبلاد”.

وأردفت: “في هذا الخضم، أنتم العلامات المضيئة التي تبعث على الأمل لأنكم مستقبل هذا البلد وصانعو مصيره. أنتم الخمير القليل الذي نأمل أن يخمر العجين كله. أنتم الملح الذي سيضفي النكهة على حياة هذا البلد. «ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس” (متى 5: 13) يقول الرب يسوع”.

وقالت: “كونوا أحرارا من كل شر وتعصب وضلال وتعنت، إبتغوا الحق والخير والعدل والصلاح، لا تنقادوا وراء زعيم محرض أو قائد منغلق أو رفيق متعصب، كونوا أمناء لما اكتسبتموه من ذويكم وما تعلمتموه في مدرستكم، ليكن العلم والأخلاق زادكم في طريقكم إلى المستقبل، لتكن القيم التي نشأتم عليها في مدرستكم الضوء الذي ينير طريقكم، ليكن إيمانكم بالله وإخلاصكم لوطنكم ثابتين في حياتكم، والصدق والأمانة والنزاهة واحترام الذات وقبول الآخر ومحبته صفات ملاصقة لشخصيتكم، تقودها في طريق البحث عن النجاح. كونوا قدوة في الأخلاق، في الوطنية، في الإنسانية، وفي العلم”.

وأضافت: “بما أننا في عصر وسائل التواصل الإجتماعي، أوصيكم بأن تحذروا الإنزلاق إلى التجريح والإسفاف والاستخفاف بحياة الناس وكراماتهم، إحذروا الأخبار الملفقة والإشاعات الكاذبة، فاعتماد هذه الوسائل يتطلب وعيا ومسؤولية. لا تدعوها تسيطر على حياتكم وتستنزف وقتكم، أو تحرمكم من العلاقات الإنسانية الضرورية وتبعدكم عن أهلكم وأصدقائكم. يقول الرسول بولس: كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل شيء يوافق، كل الأشياء تحل لي لكن لا يتسلط علي شيء (1 كورنثوس 6: 12). إنتقوا ما يفيدكم منها وتجاهلوا كل ما يسيىء إليكم ويفسد حياتكم”.

وختمت: “افتدوا الوقت ولا تضيعوه لأنه ثمين، والفرصة التي تفوت لا تعود، إحذروا الاستغلال والنفاق والمراوغة، فالإنسان الصادق، المحب، الوديع، والرحوم يوفقه الله ويحترمه من يتعامل معه. يقول النبي داود في المزمور 50: القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله. لقد أوصانا الرب يسوع بأن نكون نورا يشع إيمانا ومحبة، والنور في الظلمة يضيء (يوحنا 1: 5)، فأملنا أن تكونوا النور الذي يضيء ظلمة بلدنا ويبشر بأيام أفضل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى