معطيات مقلقة عن الحزب ومصير اللبنانيين.. والإنفجار جنوبًا؟!
أسف الكاتب والصحافي قاسم قصير للتعليقات الصادرة عن بعض السياسيين اللبنانيين على لون وشكل حذاء المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان، ولهذا الدرك من التعليقات السخيفة، وما الإنشغال بحذاء لودريان إلاّ دلالة على واقع سياسي متخلف، والأجدى أن نفكر ماذا في عقل لودريان أو من يديره وليس بما يلبس، وللاسف نحن دائماً بحاجة إلى مبعوثين أو مسؤول مخابرات أو متصرف لإدارة شؤوننا”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” قال قصير: “عندما يدعو البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أو الرئيس نبيه بري القيادات اللبنانية الى الحوار، يرفضون، أما إذا دعاهم لودريان أو الرئيس الفرنسي إمانويال ماكرون إلى حفل عشاء يحضرون جميعاً”.
وأضاف، “نحن في وضع صعب جداً وحجم المخاوف والهواجس بين اللبنانيين كبير جداً، لذا أتوجه إلى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لأقول له: المعركة الرئاسية ليست موضوع عددي، نحن أمام مصير ومستقبل بلد لا يحدده فريق سياسي لوحده، نحن أمام لحظة تحتاج إلى رؤية لبنانية مشتركة فلبنان يقع على فالق زلزالي تسووي كبير في المنطقة، فالحوار ضروري ومن دونه لا إنتخاب لرئيس الجمهورية”.
وتابع “لودريان لا يحمل في جعبته أفكاراً مكتملة، ويقوم اليوم بجولة إستطلاعية يستمع فيها إلى الأفكار المطروحة التي قد تشكل أساس طاولة حوار في الدول العربية، في الدوحة أو الرياض مثلاً، فلا خيار أمام اللبنانيين إلاّ الحوار، وفترة الإنتظار تتوقف على درجة معاندة القوى اللبنانية، ومدى إعتراضها على المسار الدولي أو الإقليمي، فلا يجب تكرار ما حصل في العام الـ 1988 عندما تم الإعتراض على التسوية السورية الأميركية بما سمي “مخايل الضاهر أو الفوضى””.
واردف قصير مذكراً القوات اللبنانية أن “يوم إعترضت على ترشيح سليمان فرنجية الجد لم تعترض ديمقراطياً بل عسكرياً بمنع النواب من النزول إلى المجلس، وبالتالي على القادة اللبنانيين أن يعيدوا قراءة ذكريات الحرب ويعملوا على ضوئها ما يفيد البلاد من دون الوقوع في الخطأ مجدداً”.
وفصّل الواقع اللبناني مشيراً إلى أننا “اليوم أمام مرحلتين، الأولى تهدف إلى إعادة إنتظام المؤسسات وإنتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة وإختيار حاكم مصرف لبنان وقائد للجيش، ومرحلة ثانية يتم فيها البحث عن آلية العودة إلى إتفاق الطائف وتطويره وإعادة التفكير بالنظام السياسي المستقبلي وطرح موضوع الإستراتيجية الدفاعية وموضوع تحييد لبنان عن الصراعات”.
كما أبدى قصير تخوفه من طول أمد الأزمة، “إذ يتم تطبيق الفدرلة من دون إعلان رسمي، فما يجري اليوم على مستوى المناطق اللبنانية، يُظهر وجود نوع من الفدرالية المجتمعية، بمعنى أن كل منطقة ترتب أمورها لوحدها في ظل تراجع لهيبة الدولة، فالتعليم أصبح بمعظمه خاص، كذلك الامن والكهرباء والسلاح منتشر بين الأفراد”.
وأكد أن الحوار والتفاهم هما الحل خاصة وأن “ميزان القوى أظهر للطرفين استحالة الإتيان برئيس بـ 65 صوتاً، وحزب الله لم يغلق باب الحوار وهو حاضر للتسوية كذلك رئيس تيار المردة الذي أبدى إستعداده للتنحي أمام مرشح توافقي”.
وختم قصير بإعلان خوفه على مصير لبنان، “ليس من إنتكاسة عسكرية، فالوضع الداخلي ممسوك وتحت السيطرة، إنما من التحلل الداخلي الذي قد يصيب الدولة والمجتمع، على الرغم من أنني أوافق البطريرك الراعي على كون هذا البلد يحظى برعاية إلهية تحميه في أحلك الظروف”.
“سبوت شوت”