“ما رح تشوبوا هالصيف”… سبب يفوق التوقعات!
أقبل الصيف برداً وسلاماً على لبنان، عكس واقعه السياسي الملتهب، وهو ما دفع الكثيرين للتساؤل عن عدم إرتفاع الحرارة التي اعتدناها في السنوات السابقة، إلا أنه إذا عُرف السبب بطُل العجب، والأمر لا يتعلّق بطقس لبنان حصراً بل بكل العالم، فماذا يحصل؟.
في هذا السياق أكّد المتخصّص في الأحوال الجويّة الأب إيلي خنيصر, أن “العصر النصف الجلدي بدأ منذ العام 2020, إلا أنه كل سنة عن سنة نلمس نتائجه على صعيد العالم وليس فقط على صعيد لبنان”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أوضح خنيصر ماذا يعني عصر النصف الجليدي, بالقول: “هو كناية عن تراجع البقع الشمسية, وهذه الظاهرة تسمى الـ Solar minimum أي الركود الشمسي, أي أن الشمس لم تعد تعطي التوهجات التي كانت تعطيها ما قبل العامين 2017 و 2018”.
ولفت إلى أن “هذا الأمر ينعكس على المناطق المدارية الصحراوية, فمثلا في الصحارى الكبرى بدأنا نشهد تراجعاً كبيراً بالحرارة بمعدّل 7 إلى 8 درجات”.
وشدّد على أن ” كل هذه العوامل تؤثّر على الطقس في الأرض, لأن الشمس دخلت بظاهرة الـ Solar minimum, تراجع عدد البقع السوداء في الشمس, وهذا الأمر سيبقى إلى حدود الـ 20 سنة, ولهذا السبب سنشهد شتاء بارد في الأرض, وقارساً في بعض القارات, وصيف معتدل ببعض المناطق, وحار جدا في بعض المناطق الأخرى”.
ماذا عن لبنان؟ أجاب خنيصر: “صيف لبنان سيكون معتدلاً رطباً, وسيشهد بعض الهبّات الحارة, ولا يمكن القول أننا سنشهد صيفاً حاراً جداً, وهذا السبب يعود لضعف نشاط المنخفض الهندي الموسمي, الذي يسيطر على الربع الخالي ودول الخليج”.
وأضاف, “بما أن أشعة الشمس ستضعف على هذه المناطق, المنخفض الهندي سيتأثّر بتراجع الحرارة وأشعة الشمس, ولن يعطينا درجات الحرارة التي كنا نشهدها في السابق, ففي البقاع كنا نشهد درجات حرارة تصل إلى الـ 47 درجة ما قبل العام 2017, لهذا السبب ومع أننا في آواخر شهر حزيران لا زلنا نشهد درجات حرارة متدنية على الجبال ليلا, ولم نشهد الموجات الحارة القوية”.
ورأى أن “الشعب اللبناني عليه أن يتعوّد على أن صيف لبنان سيكون معتدلاً, و في الجبال سيكون بارداً ليلاً, مع بعض الموجات الحارة تكون ضمن معدلاتها الصيفية العادية”.
وأشار إلى أنه” حتى اللحظة لن نشهد الصّيف الذي اعتدنا عليه, فدرجات الحرارة لن تكون نارية, والصيف معتدل, باستشناء الموجات الحارة التي تأتي بين الحين والآخر”.
وختم خنيضر, بالقول: “بحسب دراسة النازا, فإن تراجع بقع الشمس إنخفض إلى دون الـ 180, وهو يجب أن يكون أعلى من الـ 200, ومرجّحة أن تنخفض إلى الـ 160, وهذا يعني أن لبنان أمام صيف معتدل غير إعتيادي في الـ 20 سنة القادمة”.
“ليبانون ديبايت”