هل يستطيع حزب الله أن يظبط إيقاع خلافه مع التيار؟
تبلور عند بعض الراصدين عن كثب لمسار العلاقة بين ” التيار الوطن الحر” و” حزب الله” استنتاجان: الاول ان التيار يظهر بمظهر الاكثر جرأة وتحديا وهو يقارب ملف هذه العلاقة الى درجة انه يذهب الى حال فراق وكأنه يتخفف من عبء اثقل كاهله وكبّل يديه.
لذا يبدو التيار صريحا وهو يساجل الشريك معتبرا ان فعله هو “الاحسن” وانه يسلك سلوك الواثق من نفسه وغير النادم.
واكثر من ذلك، يقدم التيار خطابا جوهره ان الخلاف مع الحزب هو خلاف عميق على مسائل حساسة وجوهرية تتصل ببناء الدولة وتخليصها من قبضة الفساد، وليس على المسائل الاستراتيجية، مقدما البرهان الدائم على ذلك بتأكيده انه لن يجاري الآخرين في رفض المقاومة والنيل من سلاحها وانه ماضٍ قدماً في هذا النهج.
واكثر من ذلك أيضا، ان لدى التيار الجرأة على وصم شريكه بانه “يتبنى خيار المأزوم” عندما يتمسك بمرشح واحد حصري ويقدمه مبلغا كل من يعنيهم الامر: “لا تسألوني عن البديل اذ انني متمسك به حتى الرمق الأخير”. ولا شك في ان التيار يعتبر انه لا يريد ان يحشر شريكه بل هو بكّر في تقديم المخارج له عندما دعاه صراحة الى الاتفاق على مرشح آخر (ثالث) للرئاسة و”ان نذهب به معا الى ساحة النجمة”.
ثم إن الحزب يقارب العلاقة مع التيار من منطلق المربك الوجل والذي في فمه ماء وليس في مقدوره الآن اخراجه او اظهاره. وبمعنى آخر، يبدو الحزب وكأنه قد اتخذ قرارا بتأجيل “المشكل” وهو يبذل جهودا استثنائية لابقاء التفاهم مع التيار قائما بحده الادنى وشروطه الدنيا ولو على قارورة اوكسيجين.
وبناء عليه، تبوح قيادة الحزب بالحد الادنى من الكلام والحد الادنى الضروري من الردود على الاتهامات التي توجَّه اليه من رموز التيار، اذ انه كان قد انقضى اكثر من 24 ساعة على اتهام رئيس التيار باسيل للثنائي بـ”التدخل في الشؤون الداخلية للتيار”، داعيا اياه الى الكف عن هذا الفعل، قبل ان يتولى نائب الحزب حسن فضل الله الرد بكلام موجز فحواه “اننا لم نعتد مثل هذا لا مع الحليف ولا مع الخصم”. لذا فان ثمة من يرى ان السلوك المتحفظ للحزب حيال هذا الملف ينطلق من رهان ضمني على يوم تستعاد فيه العلاقة مع التيار عندما تنطوي صفحة الانتخابات الرئاسية.
وعليه ايضا، ما انفك الحزب يتعاطى مع قرار باسيل التصويت لأزعور سيراً مع الائتلاف المساند على انه جنوح ظرفي عارض لان لدى باسيل توجهاً آخر اذا ما ادى ترشيح ازعور الى الغاء ترشيح فرنجية.
ويبقى السؤال: هل سيظل الحزب قادراً على ضبط الخلاف في حدوده الدنيا، خصوصا إذا ما تمادى الفريق الآخر في أدائه؟
ابراهيم بيرم- النهار