محليات

لقاء هام مرتقب… ما علاقة الحزب والتيار؟

لا شك أن الملف الرئاسي رغم أنه لم يشهد تطورات هامّة لا سيّما بعد الجلسة الـ 12 لإنتخاب الرئيس إلا أنه بدأ يحظى باهتمام دولي وإقليمي لافت، من عاصمة الدولة الفرنسية إلى العواصم الإقليمية المعنية بالملف.

وغداً عندما يصل موفد الرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لوديان إلى بيروت، لن يطرح أية مبادرة أو تسوية كما تشير مصادر متابعة, بل جاء لجوجلة مواقف الأطراف وجمعها في تقرير يحمل وجهة نظره من هذه المواقف ليبني الرئيس الفرنسي على أساسها الخطوة المقبلة في ملف الأزمة.

وإذ تؤكد المصادر أن لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان شرّح بالتفصيل الأزمة اللبنانية ولم يمر عليها مرور الكرام والدليل أن البيان الصادر عن الإليزيه منح الملف اللبناني جزءاً هاماً، ستتم ترجمة أبعاده بعد الزيارة التي تبدأ يوم أمس.

لكن الحراك الفرنسي ليس هو من أخذ الحيّز الأهم من اهتمام اللبنانيين بل ما قاله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي غطّ في قطر ليعود إلى لبنان بلهجة أقرب إلى المهادنة مع قائد الجيش “مرشح قطر لرئاسة الجمهورية” وع حزب الله الذي غازله من الجانب المحبب إليه وهو موضوع المقاومة.

باسيل لم يهاجم قائد الجيش حتى أنه قال “أنا لست ضده” ، فماذا سمع في قطر حتى عاد إلى “الهدوء النفسي” ، تؤكد هنا مصادر مواكبة للزيارة أن باسيل الذي التقى شخصيات وزارية ومخابراتية ودبلوماسية كان شفافاً في شرح هواجسه من وصول قائد الجيش الذي يمكن أن يتسبب وصوله بخسارة فاضحة للتيار، لا سيّما على صعيد الحصص الوزارية والتعينات الإدارية التي استحوذ عليها التيار طيلة الفترة الماضية والذي بات مهدد بخسارتها مع وصول رئيس لا توجد “كيمياء” بينه وبين التيار أو على خلفية خلافه مع حزب الله الذي لن يعود إلى دعمه حتماً بعد أن رفع سقف الخطاب بمواجهته لا بل انتقل إلى ضفة المعارضة معلناً الطلاق معه، وان لم يكن طلاقاً “خلعيا” تاركاً المجال للعودة عنه إذا ما اقتضت المصلحة.

ووفق ما استشفته المصادر من المقابلة المتلفزة يبدو أن القطريين استطاعوا تبديد بعض هذه الهواجس المتعلّقة بقائد الجيش والعمل على إيجاد ضمانات لا تسمح للتيار بخسارة المكاسب المتراكمة طيلة الفترة الماضية.

لكن الحذر يبقى واجباً وفق مفهوم باسيل لذلك ذهب إلى حجة التعديل الدستوري أي أن هناك تعديل يجب أن يسبق ترشيح قائد الجيش ليرمي الكرة هنا في ملعب الثنائي الشيعي المتمسك حتى اللحظة بترشيح فرنجية.

وإذ تتوقف المصادر عند كلمة الممانعة التي تقصد باسيل تكرارها ليوحي أنه بعيد عن محورها، رغم مغازلته السلاح والمقاومة لأنه هذا هو آخر ما يربط حليفي الماضي، مع العلم انه حاول أن يقفز على خلافه مع الحزب بطلب لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد لكن الأخير امتنع عن منحه هذه الورقة التي حاول التستر بها حتى لا يتظهّر خلافه العميق مع الحزب، لذا لا تلفت المصادر إلى أن الزيارة التي قام بها لبرئيس عون إلى دمشق إنما تأتي في هذا السياق ليطرح أمرين هامين:

-الاول أن التيار مع المقاومة إلى آخر نفس

-الثاني أن لا يؤثر الخلاف مع الحزب على حصص التيار الحكومية والادارية

وتوضح المصادر أن ما سمعه الرئيس عون كان حاسماً “هذا الأمر يتم بحثه فقط مع حزب الله وتحديداً مع أمينه العام السيد حسن نصر الله”.

وعلى ضوء هذا الجواب تكشف المصادر عن لقاء مرتقب للرئيس عون في غضون أيام قليلة مع السيد نصر الله.

“ليبانون ديبايت”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى