بري رمى كرة الحوار لبكركي
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
في وقت يقارب الشغور الرئاسي تخطي شهره الثامن، لا يزال الداخل عاجزا عن انتخاب رئيس للجمهورية فيما الخارج، باستثاء فرنسا، يكتفي بالنصح والتلويح بفرض عقوبات على المعرقلين للاستحقاق في حين يتسع شق الخلاف على الطرح بين المكونين المسيحي والشيعي. حتى ما بين الداخل والخارج ثمة تناقض واضح حول مقاربة الملف. محليا صخب وضجيج وطروحات تفتقد الجدية حول الاسراع لانتخاب الرئيس العتيد للبلاد. اما ما وراء الحدود، فتبدو حركة الجهود الصديقة والشقيقة المرتبطة بالملف الرئاسي قد دخلت في طور التزخيم الاضافي للاندفاعة باتجاه لبنان والدفع نحو حسم وشيك للانتخابات الرئاسية. الجديد في هذا السياق تبدى في حراك فرنسي بغطاء من اللقاء الخماسي، وفي رسائل فاتيكانية مباشرة قد توالت في الاونة الاخيرة تعكس قلقا جديا من الكرسي الرسولي على لبنان وشعبه وتنطلق من الحاجة الملحة الى ان يتعاون اللبنانيون ويتلاقوا على واجب انجاز الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت يحقق ما يتوق اليه اللبنانيون من امن واستقرار وخروج من ازمة نالت مصاعبها من كل فئات الشعب.
النائب السابق فارس سعيد يقول لـ”المركزية”: لقد استنفدت القوى الداخلية قدراتها السياسية والنيابية في الجلسة الانتخابية الاخيرة وثبت عجزالفريقين عن الاتيان برئيس للبلاد. وهي بهذه الخطوة الغت نفسها بنفسها ما مهد لانتقال الملف الرئاسي الى القوى الخارجية وزاده صعوبة، اذ بات يتطلب انتخاب الرئيس الماروني موافقة كل من فرنسا والسعودية وايران والولايات المتحدة وحتى الصين . اضافة الى ان الامال التي علقت على ما سمي التقاطع المسيحي وبناء مساحة مشتركة بين هذه القوى سرعان ما تلاشت بعدما تبين استحالة فك التيار الوطني الحر اتفاقه مع حزب الله على ما قال رئيسه جبران باسيل الذي أكد انه ليس ضد الحزب انما ضد تبنيه لترشيح رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية.
ويتابع: ان المطالبات بتغيير الصيغة والذهاب الى بدائل اخرى هي مغامرات غير محسوبة خصوصا وان لا قدرة لاحد على استبدال الطائف المجمع على صلاحه عربيا ودوليا كدستور للبنان”.
ويختم لافتا الى ما انتهت اليه الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية بنفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري يده من الحوار والدعوة اليه وتحميله المسؤولية الى بكركي وذلك على خلفية رفض القوى المسيحية للامر. “في اعتقادي ان الكنيسة مؤهلة لذلك وقادرة على القيام بهذا الواجب كونها على الدوام كانت ولا تزال مقرا وطنيا جامعا لكل البنانيين وعلى مسافة واحدة من الجميع”.