فكرة بو صعب وردّ عطالله… والهرولة
كان متوقّعاً ألا تلقى دعوة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الى بدء التفكير بإجراء انتخابات نيابيّة مبكرة، في حال بقي الخلاف على حاله و تعثر اجراء حوار او تسوية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، إحماعاً من مختلف القوى السياسيّة.
لكنّ بو صعب أراد، وهذه ليست المرة الأولى، أن يرمي حجراً في المياه الرئاسيّة الراكدة، خصوصاً أنّ سقف الشروط والمواقف الذي رفعته مختلف القوى السياسيّة يؤشّر الى أنّ الانتخابات الرئاسيّة لن تُحسَم في وقتٍ قريب.
من هنا فإنّ كلام بو صعب، الذي طرح فكرةً وليس مبادرة، يُعتبر مطلباً طبيعيّاً في أيّ بلدٍ طبيعي، حيث يتمّ اللجوء في الأزمات الى انتخاباتٍ مبكرة كوسيلة للخروج منها. أمّا في لبنان، فينظر الجميع الى الأمور من نافذة مصالحهم الضيّقة التي تطغى على المصلحة الوطنيّة العامّة.
ولعلّ هذا ما يفسّر تسرّع كثيرين في نسف الفكرة بدل مناقشتها، خصوصاً أنّها ستصبح جديّة أكثر إذا طال أمد الشغور، وباتت هناك إمكانيّة ألا تجري الانتخابات في ظلّ ولاية المجلس النيابي الحالي.
أمّا المفاجأة في المواقف فأتت من نائبٍ زميل لبو صعب في تكتل “لبنان القوي”، هو النائب غسان عطالله الذي خشِي ربما أن يكون ممّن سيفقدون موقعهم النيابي في حال جرت انتخابات مبكرة، وهذا ما يبرّر انتقاده لهكذا مطلب.
وما هو مستغرب أكثر كان مطلب عطالله الذي توجّه به الى رئيس المجلس النيابي ونائبه لإبقاء الجلسات مفتوحة وإبقاء النواب في القاعة وعدم الخروج وتطيير النصاب، علماً أنّ عطالله نفسه نسي أنّه، وعلى مدى عشر جلسات متتالية، ضُبط وهو يهرول الى خارج القاعة للمساهمة بتطيير النصاب عندما كان الأمر مطلوباً منه!