نديم الجميّل: مرشحنا هو جهاد أزعور وسنقوم بكل شيء لإيصاله
علّق النائب نديم الجميّل في حديث عبر ” بودكاست Mtv” على خبر عثور مجسم قنبلة بالقرب من منزله في الاشرفية، وقال:” التحقيقات اظهرت ان الحادثة سخيفة جدًا، ولكن الاهتمام الاعلامي الذي حصدته سببه الظرف والتوقيت، خصوصًا انها حصلت قبل يوم من الجلسة لـ 12 لانتخاب رئيس للجمهورية بالتزامن مع مواجهتنا المفتوحة بوجه حزب الله، الى جانب المكان أي الاشرفية بالقرب من منزلي، ولكن على الاعلام توخي الدقة والحذر في نقل مثل هذه المعلومات”.
وأشار الى ان تاريخ الاغتيالات وارتباطها بعائلة الجميّل يستوجب اخذ الحيطة والحذر، خصوصًا في ظل المواقف المتقدمة التي أتخذتها، ولكنني ملتزم بالدفاع عن القضية عن قناعة، وقول الامور بشفافية ووضوح، ولكن لا احد لا يخاف من الاغتيال خصوصًا من لديه عائلة واولاد، ولا اتمنى ان تعيش ابنتي بلا أبّ.
وتابع:” الامن والحرية ملفان موضوعان على الطاولة منذ زمن الوصاية السورية، إذ يتم تخييرنا بينهما، وبالتالي نريد اليوم كسر هذه المعادلة كما كسرنا في 14 آذار حاجز الخوف وتحررنا منه وخرجنا الى الحرية، اليوم وبعد حقبة الاغتيالات التي حصلت نرى ان هاجس الخوف عاد وتراجع مستوى الحرية ليس فقط بالمواقف انما بالتصرف السياسي في البلد، وهنا الفرق بين الصلابة بالمواقف والخضوع للخوف”.
وردًا على سؤال حول كيفية تلقيه خبر استشهاد الوزير السابق بيار الجميّل، قال:” كنت في السيارة عندما تلقيت خبر الاغتيال، علاقتي ببيار مرت بمرحلتين، مرحلة اولى حامية خصوصًا بعد انتخابات بعبدا عاليه الفرعية في العام 2003 عندما دعمت المرشح الذي كان ضد وليد جنبلاط والقومية وكل المنظومة السياسية ، اما بيار فكان ضد هذا الخيار ومع الاتفاق على المرشح هنري حلو آنذاك ليفوز بالتزكية. ولكن تمت معالجة هذه المسألة بعد سنة ونصف وعادت العلاقة متينة وانتسبنا الى الحزب. تأثرت باغتيال بيار ولم تكن الامور سهلة”.
وردًا على سؤال حول فصل السياسة عن المسائل الشخصية داخل عائلة الجميّل، قال:” هذا هو الواقع، فالسياسة تطغى على العلاقات الشخصية ولكن هذا الامر لم يؤدِ الى فقدان الاحترام والتقدير خصوصًا مع الرئيس أمين الجميّل الذي اعتبره أب العائلة بالرغم من الخلافات السياسية التي مررنا بها، وخلال المشاركة في المكتب السياسي أرى سامي الجميّل كرئيس حزب وليس ابن عمي، فأنا أفصل خاصة في العمل الحزبي بين صلة القرابة والسياسة. ومع الوقت نضجت لديّ فكرة التعاون والتنسيق وليس فقط مع عمي وابن عمي والعائلة انما مع كل باقي الاطراف”.
وردًا على سؤال حول وجود صداقة مع الفريق الآخر، قال الجميّل:” علاقات الصداقة قليلة، اقدّرها وأقدّر الاشخاص على الصعيد الشخصي، ولديّ قوة تأقلم كبيرة ولكن بما أنه لا يمكن فصل العلاقات عن السياسة يجب ان نكون متفاهمين على امور اساسية في الحياة والمجتمع”.
وعن حياته الشخصية، قال:” لديّ حياتي خارج السياسة وهذا ضروري، فما نقوم به هو لخدمة نمط حياة معيّن وتحسين الوضع، وبالتالي اكيد لديّ هواياتي وحياتي الشخصية لتنمية حياة سياسية فعّالة احيانًا تلتقيان، وأحيانًا لا. بداية لم يحضّرني أحد لخوض غمار السياسة ولكن العبء كان كبيرًا، وفي حال اردت اسداء نصيحة لأمين بيار الجميّل فأقول له عش حياتك قبل الدخول الى السياسة، فالثقل الذي يفرضه المجتمع عليك كبير جدًا، وانا أعتبر ان ما قامت به الوالدة بإبعادنا عن الجو السياسي خيار صحيح، فالحياة التي عشتها في فرنسا كانت طبيعية حتى عندما قررت الدخول الى الجامعة كانت احد خياراتي جامعات لبنان إذ ان الحياة السياسية والنضالية تبدأ من هذا المكان، ولكن أعدت التفكير بالموضوع ووجدت ان اعادة الانفتاح وحرية التحرك هو بالذهاب خارجًا ما فتح لي آفاقًا كبيرة.”
وتابع:” ان يكون والدك بشير الجميّل ليس عبئًا ولكن يحمل صعوبات وعلى الشخص ان يتأقلم معها ويتحمل الضغط الذي سيلقى على عاتقه وان يفصل حياته، واكبر عبء واجهته هو المقارنة بيني وبين والدي فهي ترتب عليك صعوبات. البعض يرتاح في المقارنة ويعتبرها جيّدة والبعض الآخر يعتبرها خيبة أمل ولكن هذه الخيبة هي بالنسبة لهم وليس لي، فأنا اعيش قناعاتي والقوة في التخلص من هذا العبء والقيام بخياراتك. فبشير عاش بظرف مختلف كليًا وامكانيات مختلفة غير متاحة اليوم، وانا لازلت احافظ حتى اليوم على صفات بشير، الشفافية والصراحة والوضوح بالفكر”.
وعن بقاء البشير في ذاكرة اللبنانيين، قال:” بشير لا يتكرر ولن يتكرر في اي انسان، ومن سيبقى في عقدة البحث عن بشير فليستمر بالبحث، انا محرر اليوم من هذه العقدة وأؤمن ان لديّ امكانية لعيش وتحقيق حلم بشير الجميّل بأدوات وطرق مختلفة”.
وتابع:” بشير لم يكن قائد ميليشيا انما قائد مقاومة، وانا اعلم تمامًا ان ما كان يقوم به ناتج عن صواب ونابع من الكثير من القوة والشجاعة لمصلحة بلد، بالرغم من الاخفاقات كحادثة إهدن، وما اعرفه عن هذه الحادثة ان بشير لم يكن هدفه ما حصل ولكن كان يجب وضع حد للكباش الحاصل بوقتها بين القوات او الكتائب واهالي زغرتا، واليوم بعد الحرب الجميع يتحمل هذا الثقل.”
واضاف:” ربتنا الوالدة بعيدا عن الحقد والضغينة، وعلمتنا على العدالة والحق وضرورة المحافظة عليهما، فهي لم تتحدث بالسوء عن اي شخص، تفسر الواقع كما هو، وبرأيي فقد أوصلتني هذه التربية الى ما انا عليه اليوم، محترم من الجميع وسأبقى، والالتزام بالقيم والمبادئ ليس ضعفًا انما هذا هو النهج الذي يجب اعتماده بالسياسة”.
وعن الهوايات، تابع نديم الجميّل: “منذ صغري أحب كل شيء يرتبط بالتكنولوجيا والتصوير خاصّةً والمونتاج، كما أجب الرياضة ومن هواياتي التزلج، وأفصل السياسة عن وقتي مع العائلة”.
وأضاف: “لا أعمل بالسياسة من أجل الوصول إلى السلطة أو الى رئاسة الجمهورية فقط، بل أعمل بالسياسة من أجل خدمة المجتمع ولهذا السبب أسّست جمعية “أشرفية 2020″ ونقوم بنشاطات تُحسّن من أوضاع المُجتمع، وبالنسبة لي السياسة يجب أن تخدم نمط الحياة الذي يشبهنا”.
وقال: “في داخلي شيء ما يتوجّه نحو تحقيق ما لم يلحق بشير تحقيقه وموضوع رئاسة الجمهورية ليست من أهدافي، وإذا يوماً ما تطلّب وجودي في الرئاسة خدمةً للبنان قد أتوجّه إلى هذا الخيار”.
وردّاً على سؤال عن طموحه لرئاسة حزب الكتائب، أجاب ممازحاً: “ليه مش القوات؟”.
أمّا عن العلاقة مع القوات والإنتخابات النيابية فقال: “صار هناك سوء تفاهم مع القوات في الإنتخابات النيابية وطويت الصفحة في اليوم التالي، وكنت أتمنى أن نخوض الإنتخابات سوياً ليس من أجل الربح أو الخسارة لأنني كنت متأكداً من الربح وحسّنت أرقامي، لكنني أؤمن أن معركة الأشرفية هي من حيث المبدأ ويجب عدم شرذمة قوة الكتائب والقوات سوياً، الأمر الذي يعطي دفعاً للقاعدة”.
وتابع: “هناك منافسون لمقعدي في الأشرفية وهذه هي الحياة الديمقراطية التي تعطيني دفعاً وهذه المنافسة التي تعطيني الشرعية، ولم أخض انتخابات لأنني فقط إبن بشير الجميّل بل خضتها لأنني أريد خدمة الشأن العام، وصرت مقتنعاً أن إنجازاتي طبعاً بشير يرعاها لكن ما قمت به على صعيد المدينة هو جهد شخصي، وبشير حضوره اليوم يقوى في الشارع اللبناني خاصّةً بعد فترة الـ5 سنوات الماضية، ومن يريد مقارنة نفسه ببشير فلا مانع لكن لن يصل أحد إلى ربع صورته”.
ورئاسياً أضاف الجميّل: “نحن نعتبر أن هناك جزئين من هذه المعركة، الأول هو الإستقواء والتخوين وفرض الرئيس، والجزء الثاني هو الإستخفاف بمرشحنا، وما نقوم به هو وضع حدّ لسياسة الفرض والتخوين، ونقول لحزب الله إن أراد بناء وطن عليه ملاقاتنا إلى نصف الطريق والتنازل عن سياسة الفرض هذه”.
وتابع: “لو وصل في الجلسة الأخيرة جهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية لكان سيلاقي حزب الله لتشكيل حكومة ولو وصل فرنجية فرنجية لكان “الحزب” سيقوم يكل شيء لإنجاح عهده، من هنا هل يريد حزب الله بناء وطن مُتعدّد مع جميع أبنائه أو بناء وطن على هواه، وهذا ما نختلف معه به، فهو يفرض قراراته بفائض القوة والسلاح، وأدعو الطائفة الشيعية إلى إبداء هواجسهم، ولنجلس مع بعضنا البعض لأن الخارج لا يمكنه تطمين كافة الطوائف في لبنان من دون الإتفاق الوطني”.
وقال: “لبنان حكم بالمساواة بين الطوائف منذ القرن التاسع عشر، وعاش المناصفة في كل الإدارات وخاصّةً القضاء الحرّ الذي كان الأول في العالم العربي وذلك بسبب المناصفة الحقيقية وليس الإستقواء وتقرير المصير بقوّة السلاح”.
وتابع الجميّل: “لن أغيّر يوماً مواقفي من حزب الله فأعتبره إرهابياً، لكني أريد بناء وطن مع شركائي في الوطن، وأتوجّه إلى شريكي الشيعي الذي أتساوى معه بلبنانيتي وأطلب منه العودة إلى لبنان بعيداً عن أي تأثير خارجي لنبني وطناً”.
وأضاف: “بالنسبة لي الفدرالية هي وسيلة وليست الحلّ، فهي وسيلة للوصول إلى الدولة والحوكمة الحقيقية، أمّا بمفهوم اللامركزية فيجب الإنتباه إلى وجهات النظر ولا يمكن اتّباع آراء بالمطلق، ولكن إن كان إرساء التنمية والحوكمة من خلال لامركزية حقيقية، ولو كانت تساعد على إنماء المناطق بطريقة عادلة من خلال منافسة بين المناطق بالإنماء فلتكن وبالتالي هي أيضاً وسيلة، كما أعتبر أن التربية هي أساس وعلى كافّة اللبنانيين اتذباع نظام تربوي موحّد بعيداً عن اتّباع طرق مفترقة وإن أرادوا هذا فلنذهب إلى التقسيم حينها، لكن لا يمكننا أن نبقى في البقعة نفسها فيما كلٍّ يشدّ نحو مشروعه الخاص”.
وقال: “رئيس الجمهورية لا يمكن فرضه من أي أحد، وحزب الله لا يريد لأحد أن يحكم من دون أن يفرض هو السياسة، ومشينا بإسم جهاد أزعور لأننا اعتبرنا أن جنبلاط رشّحه وجبران لا مانع لديه واعتبرنا أنه يمكننا الإلتقاء مع عدد أكبر مع الأفرقاء من أجل إنقاذ البلاد، وأزعور شخصية جيّدة وهو شخص مناسب للملاقاة الفرقاء وقادرون من خلاله وضع لبنان على السكة الصحيحة، لذلك المرجّح حزب الله أن يعرقل طريقه إن وصل على مدى سنوات”.
وتابع الجميّل: “من المبكر الحديث بأي خيارات مختلفة ومرشحنا اليوم هو جهاد أزعور وسنقوم بكل شيء لإيصاله إلى سدّة الرئاسة، وإن لم نتمكن من ذلك فالإحتمالات مطروحة على مصراعيها، وإن لم يكن زياد بارود قد يكون خليل كرم أو فؤاد بركات”.
وأردف: “لم أفكّر يوماً بتسمية إبني بشير ولكن إن طعمني الله لم لا، وبالنسبة لي أعمل لتأمين حياة طبيعية لإبنتي وأريد أن أكون إلى جانبها وسندها وأحاول أن أكون نفسي مع إبنتي، وزوجتي كان قرارها أن تكون بعيدة عن الأضواء لحماية عائلتها ونفسها من الجو السياسي وأحترم رأيها، وأعتبر أنه من حق أطفالي أن يربوا في جو طبيعي مثل باقي الأطفال، وعندما يكبرون هم من سيقررون إن كانوا يريدون الخروج إلى العلن أو لا”.
وفي الحديث عن والدته قال: “علمتني الكثير في الحياة، وإذا اتّخذت بعض الأشياء بعين الإعتبار فهي الشجاعة والإرادة للقيام بأي شيء، وهي التي لم تتراجع يوماً ولم تتوقف عن النضال، وبنظري هي جبّارة وقدوة، وأؤدّي لها التحية وكل الإحترام، وأقول لها أنني باقي كما هي علمتني وما تراه منّي أمامها هو نتيجة تعبها، وكل الحبّ لها”.