سامي الجميّل: الجلسة 12 انتفاضة بوجه حزب الله
أشار رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل إلى أن “المعارضة لم تُضحّ بجهاد أزعور بل كان على بعد 6 أصوات من تحصيله أكثرية مجلس النواب، بحيث هي المرّة الأولى منذ انطلاق الإنتخابات الرئاسية الحالية يحصل مرشحاً على هذا العدد من الأصوات”.
وقال الجميّل في حديثٍ تلفزيوني: “نعتبر أن جهاد أزعور كان متفوقاً على باقي المرشّحين فهناك إلتفاف عريض من الكتل حوله ولو حصلت الدورة الثانية لأصبح أزعور رئيساً للجمهورية اللبنانية، وهناك نواب صوّتوا بعباراتٍ مُعيّنة أو بأوراق بيض، وكان من المفترض أن يأخذ أزعور أصواتهم في الدورة الثانية، أمّا ما حصل فهو انتفاضة كبيرة بوجه محاولة حزب الله لفرض مرشحه على اللبنانيين ووضع نفسه كالآمر الناهي في البرلمان وأتى جواباً مدوياً في المجلس رافض لهذا الإملاء، والفرض ولغة التخوين، ووسائل الإعلام التابعة لحزب الله خوّنت كل من لن يصوّت لسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية”.
وتابع: “نظراً للضغط الذي تعرّضنا له خصوصاً في الأسبوع الأخير ونظراً لكل معطيات هذه المعركة، أعتبر أن النتيجة جيدة جدّاً وكان ممكناً أن تقضي بانتخاب رئيسٍ اليوم لو لم ينسحب عدد من النواب، و”خطر” وصول جهاد أزعور في الدورة الثانية إلى سدّة الرئاسة حتّم على نواب فريق حزب الله الإنسحاب من الجلسة، وبالتالي هذا إعتراف بالهزيمة والخسارة”.
وأضاف: “احتسبنا أرقامنا وكان هناك جزء كبير من الأصوات في الوسط وكان هناك تنافس كبير مع الفريق الآخر لجذب هذه الأصوات لصالح أزعور، وتقديراتنا لم تكن مُرتفعة أكثر من عدد الأصوات الذي حصدناه لصالح المرشح جهاد أزعور في الإنتخابات الرئاسية، وهذا ما نعتبره رقماً جيّداً، ولا يمكن لأحد حسم من صوّت لمن، أو أيّة خروقات، أو تصويت بعكس الإعلان لأن الإقتراع سرّي والنواب يقترعون للإسم الذي يريدونه، أمّا الأهمّ بالنسبة لنا فهو أن النتيجة جيّدة وأنه لو لم يتم تطيير النصاب كان هناك احتمالٌ كبير لأن يكون لدينا رئيس في بعبدا الآن وبالتالي استرداد الموقع الأول في لبنان، وللأسف هناك كتلة نواب مُصرّة على مُعادلة “مُرشحنا أو الفراغ”.
وأردف: “لا يمكن وضع كل النواب في سلّةٍ واضحة، وفي كل دول العالم عندما يكون هناك عملية انتخاب هناك كتل تضع “صوت للمبدأ” وتُحيّد نفسها عن التأثير على النتيجة ونعتبر أن في ظرف مثل الذي نعيشه يجب التصويت للأفضل وليس للأمثل، والتطلُعّ إلى الصوت المُفيد في الظرف الذي نشهد عليه في لبنان اليوم هو لمصلحة البلد، ونعتبر أن التلكؤ في التصويت يُعطي مجالاً لحزب الله لتحسين موقعه في هذه المعركة”.
وقال: “هناك نواب “ما بدن يزعّلوا” الرئيس برّي، وهناك آخرون مثاليين لا يريدون انتخاب إلّا المناسب وبالتالي لن يستطيعوا إيصاله لأن لتأمين الأصوات الكافية يجب الإتفاق مع الآخرين بعيداً من المثالية وبحثاً عن الأفضل، وما قمنا به هو التوافق على الأفضل من بين المطروحين لأننا نعتبر أن مصلحة لبنان في هذه الخطوة”.
وأضاف الجميّل: “لا أحد يُملي علينا أي قرار وهذا الأمر برهنّاه في المراحل السابقة، وعندما انتُخب الرئيس سليمان كان لدينا نائبان شهيدان، وفي المرحلة الحالية أُذكّر أنه كان هناك إجماع دولي وإقليمي على انتخاب فرنجية، وأن المبادرة الفرنسية كانت تحظى بشبه إجماع وتوكلنا بالمعارضة إيقاف هذه الخطوة ووقفنا بوجه الإرادة الخارجية واعلنا رفضنا أمام كل الناس”.
وتابع: “العماد جوزيف عون يحظى بتقديرنا على الصعيدين الشخصي وممارسته لقيادة الجيش ونتمنى التواصل معه على الصعيد السياسي لنعرف مواقفه وعلى أساسه نُقرّر إذا قد ننتخبه أو لا، الأمر نفسه اتّبعناه مع المرشح جهاد أزعور، وقبيل انتخابه تحدثنا معه وسألناه كل الأسئلة عن مشروعه السياسي وعلى هذا الأساس تبنّينا التصويت له”.
وقال: “عندما رشحنا ميشال معوّض، رشحنا الأقرب لنا بطريقة التفكير والخطاب السياسي ونتشارك معه منذ الإنتخابات الماضية مشروعاً واحداً وانطلق الفريق الآخر بفرنجية الذي يُمثله لكن بعد أشهر من التعطيل تقدمنا بخطوة إيجابية لإنهاء الفراغ، وانتقلنا إلى شخصية مُعتدلة ومُحترمة ومقبولة من الجميع بعد أشهر من التعطيل والدليل على وسطية جهاد أزعور هو اقتراع جبران باسيل له، وحاولنا بالحدّ الأقصى إنهاء الفراغ من دون الخضوع، الأمر الذي يرفض أن يقوم به حزب الله”.
ولفت إلى أن “أزعور استطاع خرق الإصطفافات وكان قريباً جداً من الوصول إلى النصف زائداً واحداً الأمر الذي زاد من التوتر لدى حزب الله الذي يتّبع منطق فرض مُرشّحه رئيساً على اللبنانيين”. وأضاف: “بنظر حزب الله أن لديه حقوق لا يمتلكها الآخرون ومنطقه يعطل من خلاله كل محاولات خلق شراكة في هذا البلد ووضع اللبنانيين تحت سقف الدستور ويعتبر أن له الحق بأن يكون فوق القانون وأننا مواطنون درجة ثانية، و”الحزب” يعمل لكي يفرض علينا سياسته بالقوّة وعندما نرفض يصفنا بالصهاينة”.
وقال: “أنا رئيس حزب الكتائب وهو حزب لبناني وليس مسيحي فقط وحزبنا لكلّ اللبنانيين ونعمل لخدمة وطننا و مواطنيه كافة، ونعتبر أن حزبنا وعائلتنا بشكل خاص هي مصنع للأشخاص الذين يضحون ويناضلون من أجل لبنان، ونولد بهدف الدفاع عن هذا البلد وعندما نكبر يكون الإستشهاد وارداً بأية لحظة لكن هذا الأمر لم يمنعنا من القيام بنضالنا، والخطر علينا لا يأتي فقط من الترشّح أو الوصول إلى الرئاسة بل هو موجود يومياً، وهذا الأمر لا ينمعنا من الترشّح بل ان هذا القرار يأتي من تقييمنا لمصلحة لبنان”.
وتابع: “المعركة بحاجة لأشخاص باستطاعتهم توحيد المعارضة أولاً وخرق الإصطفاف الموجود لذلك لم أترشّح إلى الرئاسة اليوم، وإذا كانت مصلحة لبنان تقتضي بترشحنا فسنترشح حينها وإن كانت تقتضي بالقيام بالإتصالات ولعب دور بجمع الفرقاء كما نفعل اليوم من خلال كسر الحواجز والتحفظات من أجل الوصول إلى مرشح واحد يمنع حزب الله من فرض مرشحه على اللبنانيين”.
وأردف: “شعرت أن جميع من تواصلت معهم يتعاملون بطريقةٍ جديدة خصوصاً أن المحاولات السابقة فشلت، وقُمت بما أقتنع به وأشكر جميع المتعاونين من أصدقاء حتى وصلنا إلى ما توصّلنا إليه من تقاطع”.
وختم الجميّل قائلاً: “لسنا بوارد التحدث بخياراتٍ ثانية وخرجنا من معركة انتصرنا فيها في الإنتخابات الرئاسية كوننا اقتربنا كثيراً من أكثرية مجلس النواب”.