اجراءات نقابية تحد من هجرة الممرضين… متى تدخل حيز التنفيذ؟
كتبت سمر الخوري في “المركزية”:
أكثر من 3000 ممرض وممرضة خسرهم القطاع الاستشفائيّ في لبنان منذ بدء الأزمة قبل اربعة اعوام، ما انعكس سلبا ليس على قطاع التمريض فحسب انما على الاستشفاء ككل. واقع استوجب وضع حد للنزف البشريّ واتخاذ سلسلة إجراءات من جانب النقابة في الآونة الأخيرة، بالتشاور والتداول مع وزير الصحة فراس الأبيض ونقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون. فما طبيعة الاجراءات ومتى يبدأ التطبيق؟
تسارع وتيرة هجرة الممرضين والممرّضات، مع ما يمتلكون من خبرات وكفايات ترك بحسب ما تؤكد النقيبة د.ريما ساسين قازان لـ “المركزية” نقصا كبيرا ما أدى الى اقفال بعض الأقسام الاستفشائية، الأمر الذي انعكست تداعياته على المستشفيات والمرضى في آنّ.
100 دولار أوحتّى أقل هو راتب الممرضين والممرضات، تقول قازان، وتشدد على أنّ الرواتب المتدنية هي السبب الرئيسيّ للهجرة. وتضيف حتّى مع رفع الحدّ الأدنى للأجور الذي ناهز الـ 9 ملايين ليرة يبقى الراتب غير كاف وغير منصف للمرضات والممرضين.
اقتراحات كثيرة وضعتها النقابة، مبنية على دراسات علمية وعالمية، وبالتنسيق مع الأبيض وهارون، حتّى وصلنا الى اقتراح لـ “تصحيح أجور القطاع التمريضي” مقسّم على مراحل ثلاث تقول قازان، ولاقى تجاوبا من الأبيض وهارون الى حدّ ما. وتكشف ان أبرز بنود الاقتراح، يبدأ من آلية احتساب الرواتب الجديدة:
انطلاقا من 1 آب ولغاية 31 كانون الأولّ من الجاري، يتم احتساب راتب الممرضات والممرضين في العام 2019 على دولار 1507، ويحدد على أساسه نصف الراتب المذكور بالدولار الطازج، والنصف الثاني بالدولار على أساس سعر دولار المصرف وهو 15 ألف ليرة.
المرحلة الثانية، والتي تبدأ من 1 كانون الثاني 2024 لغاية 31 كانون الأوّل 2024، ترتفع النسبة لتصبح 75 في المئة بالدولار الأميركي على أساس راتب 2019، و25% على أساس دولار المصرف.
المرحلة الثالثة، تبدأ مطلع 2025، يصبح الراتب مئة في المئة بالدولار الأميركيّ.
النقابة التي تعمل على تعميم هذا الإقتراح على كافة المؤسسات الصحية والتربويّة، تدرك جيدا بحسب قازان، الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد، لذلك تلفت قازان الى أنهم بانتظار ردود الفعل واستعدادهم للتفاوض مع الشركاء، ولكن الهدف الأساس يبقى تحسين أجور القطاع التمريضيّ للحدّ من الهجرة.
خطّة النقابة لا تقف عند حدود تصحيح الأجور، وقد قدمنا سلسلة كاملة ومتكاملة من المطالب التي تحسّن بيئة عمل الممرضين والممرضات تقول قازان، ومنها:
التأمين الصحيّ، ففي النقابة نعدّ دراسات لنحصل على أفضل العروض لنقدمها للقطاع التمريضيّ بمساعدة مدراء المؤسسات. هذا إضافة، الى إعادة النظر بعدد ساعات العمل والتي باتت تتخطى الـ 42 ساعة أسبوعيا، وهو ما يؤثّر على صحة الممرضات والممرضين نفسيا وجسديا، خصوصا أنّ كل ممرضة كانت سابقا تعتني بحوالى 7 مرضى فيما أصبحت اليوم تعتني بحوالى 15 . وعليه، طالبنا بأن تنحصر ساعات العمل، على غرار جميع الموظفين، بـ 35 ساعة أسبوعيا. هذا الى جاب مطالب عديد أخرى، كالحوافز والمساعدات المدرسية وجامعية لأولادهم..، وحمايتهم من العنف اللفظيّ والجسديّ.
النزف التمريضيّ ليس محصورا في لبنان فقط، إنّما بلدان عديدة عانت الأمر نفسه لكنها تمكنت من انهاء الأزمة والحدّ من تفاقمها عبر تحسين أوضاع الممرضين، من هنا جاء خيارنا هذا للحفاظ على ما تبقى من ممرضين وممرضات تشدد قازان، وللحفاظ على المتخرجات والمتخرجين الجدد كي لا تتحوّل شهاداتهم الى “فيزا” للهجرة خصوصا أنّ المغريات في الخارج كثيرة.