الدولار سيلامس 90 ألفاً… لماذا؟
تراجع سعر صرف الدولار نحو ألف ليرة في اليومين الماضيين، وثمّة مؤشّرات تدلّ على أنّه سيشهد المزيد من الانخفاض في الأسابيع المقبلة، وصولاً إلى نحو 90 ألفاً.
هبوط الدولار إلى هذه المستويات مردّه إلى حاجة الصرّافين إلى الليرات اللبنانية.
وفرة الدولارات بين أيدي الناس تُترجم بدورها فائضاً بالدولارات بين أيدي الصرّافين…
خصوصاً أنّ “دولرة” أسعار السلع في أغلب القطاعات تسبّبت بضربة لسوق طلب التجّار والمستوردين للدولار على شبابيك الصرّافين بعدما صارت الدولارات تأتي إليهم مباشرة من الزبائن.
خلق هذا الحال عرضاً كبيراً للدولار، ولم يستطع الصرّافون الاتّجار به أو تصريفه إلّا عبر مصرف لبنان الذي بات “الزبون الأوحد” للصرّافين.
في هذا الصدد حصل “أساس” على معلومات لدى الصرّافين تشير إلى أنّ أغلب الصرّافين يلجأون إلى مصرف لبنان لاستبدال تلك الدولارات بالليرات اللبنانية شبه المفقودة من السوق بسبب “صيرفة” المستمرّة بالوتيرة نفسها منذ بداية شهر آذار إلى اليوم.
وهذا ما خلق لمصرف لبنان فرصة ذهبية للتحكّم بسعر الدولار متى تدخّل شارياً له.
تقول مصادر صيرفية لـ”أساس” إنّ المصرف المركزي عرض في اليومين الماضيين بشكل مفاجىء شراء فائض الدولارات من الصرّافين بسعر 93,300 ليرة، أي بأقلّ من السعر السائد بنحو 1,000 ليرة لبنانية.
وهذا ما دفع بالصرّافين إلى الرضوخ والموافقة على بيعه دولاراتهم من أجل الحصول على الليرات اللبنانية المفقودة في جواريرهم.
ومن أجل الحفاظ على هامش ربحيّ محدّد، اضطرّ الصرّافون مرغمين إلى خفض سعر الصرف في السوق الموازي وعلى التطبيقات إلى نحو 93 ألفاً من أجل الاحتفاظ بهامش تحرّك ربحيّ لا يتعدّى 300 ليرة لبنانية فقط.
بدوره استطاع هذا الانخفاض أن يخلق عاملاً نفسيّاً إضافياً لدى الناس، دافعاً إيّاهم إلى بيع ما يحملونه من دولارات
بشكل أجرأ، وذلك خوفاً من تسجيل المزيد من الانخفاضات… وهو ما ساعد مصرف لبنان على فرض سعر صرف 93 ألفاً، وسيساعده أيضاً في الأسابيع القليلة المقبلة على التحكّم أكثر وأكثر بسعر السوق، ودفعه نحو الهبوط ربّما إلى عتبة 90 ألفاً تقريباً، خصوصاً مع الأجواء الإيجابية عن قرب عقد جلسة لانتخاب رئيس، لو لم تفضِ إلى انتخابه، فستعيد اللعبة الديمقراطية إلى مسارها الدستوري، وهو عامل مريح للسوق.
أضف إلى ذلك أنّ ثمّة عاملاً إيجابيّاً آخر يتمثل في بداية توافد المغتربين إلى لبنان مع حلول فصل الصيف، الذي سينعكس بدوره على سعر الصرف ويدفع به نحو المزيد من الهبوط نتيجة وفرة الدولارات بين أيدي الناس، وخصوصاً إن استمرّ مصرف لبنان بجمع الدولارات بالوتيرة الهادئة نفسها وبلا “جشع”.