لا رئيس في لبنان إلا إذا…
كتب داني حداد في موقع mtv:
تتسلّل الأجواء الصيفيّة، كضيفٍ محبّب، الى يوميّات اللبنانيّين. لا يمرّ يومٌ من دون بيانٍ يبشّر بصيفٍ مختلف. “ولعانة” هذا الصيف يقول البعض، وهي عبارة أضيفت الى مفردات اللبنانيّين، تُستخدم بالمعنى الإيجابي في بلدٍ اعتاد أن تشتعل فيه المعارك والأزمات.
ولكن، في زحمة الوعود الصيفيّة، لا بدّ من أن نكرّر السؤال: متى الرئيس؟
سادت في الساعات الماضية أجواء نيابيّة تتحدّث عن إمكانيّة دعوة رئيس المجلس الى جلسة لانتخاب رئيس في ١٥ حزيران الجاري، وهو الموعد الفاصل الذي كان حدّده سابقاً. إلا أنّ نبيه بري، الذي أخفى مفتاح المجلس النيابي في عين التينة، يبدو بعيداً، حتى الآن، عن إصدار مثل هذه الدعوة. يعلم بري أنّ وضع سليمان فرنجيّة في مواجهة جهاد أزعور لن يكون لمصلحة مرشّحه.
والحقيقة أنّ الاستحقاق الرئاسي يبدو مؤجّلاً، ليس لشهرٍ أو إثنين، بل لمدّةٍ مفتوحة قد تستمرّ أشهراً عدّة، وهي مرهونة بأمرٍ واحد هو اتّخاذ فرنجيّة قرار الخروج من السباق.
فأيّ بحثٍ جدّي بأيّ اسمٍ آخر يحظى بموافقة “الثنائي” الشهير، حركة أمل وحزب الله، لن يحصل ما دام فرنجيّة مرشّحاً. أمّا خروج رئيس تيّار المردة فهو مرهون بإرادته الشخصيّة، بناءً على قناعته بأنّ انتخابه مستحيل، أو بإرادة بري داعمه الأول.
فعلى الرغم من الأصوات التي ارتفعت من بعض نوّاب وقياديّي حزب الله، وآخرهم النائب محمد رعد وموقفه المتشنّج، فإنّ تمسّك “الحزب”بفرنجيّة هو أقلّ حدّةً من تمسّك بري به. وحين يقرّر الأخير التراجع عن دعمه، فإنّ الحليف الأول لن يمانع في ذلك.
علماً أنّ دعم حزب الله لترشيح فرنجيّة كلّفه أثماناً حتى الآن، منها سقوط تفاهم مار مخايل مع التيّار الوطني الحر، وازدياد الشرخ مع البيئة المسيحيّة، كما زيادة شعبيّة معارضي الحزب، خصوصاً لدى المسيحيّين.
يحصل ذلك كلّه في وقتٍ بات واضحاً أنّ مفاعيل الاتفاق السعودي الإيراني لم تصل الى لبنان بعد، ما يؤخّر انتخاب رئيسٍ. ومن المؤشرات اللافتة أنّ عدداً كبيراً من طلبات تأشيرات الدخول الى المملكة من قبل مواطنين شيعة رُفضت في الأيّام الأخيرة، وهو ما حصل مع إحدى الشركات اللبنانيّة الكبرى التي أرسلت طاقماً الى السعوديّة فحُرم الشيعة من بينهم من الحصول على تأشيرات.
نختصر لنقول إنّ ما من رئيسٍ سيُنتخب حتماً في حزيران. أما معرفة التاريخ الذي سيُنتخب فيه رئيس فمرتبط بمعرفة موعد انسحاب سليمان فرنجيّة. وحتى ذلك الحين، نكرّر ما قلناه في مقالٍ سابق: “صَيّفوا”.