خلاف تغييري تغييري يطيح بحظوظ ازعور
وردت دعوة إلى نواب التغيير كناية عن عقد لقاء مع المرشح لرئاسة الجمهورية جهاد أزعور عبر تقنية “الفيديو”. وفي معلومات “السياسة” ان الدعوة تولاها النواب مارك ضو بالتنسيق مع ميشال دويهي ووضاح صادق، للمشاركة مع زملاء لهم في جلسة حوارية لفهم ابعاد ترشح ازعور وما لديه. أوساط مطلعة أكدت لـ”السياسة” ان الغاية من الاجتماع، تأمين تأييد تغييري للمرشح أزعور.
غير أن الدعوة إلى اللقاء ليست على قدر يوحي بالتوافق، بدليل أن مجموعة من النواب من الذين تلقوا الدعوة، عبروا عن صدمتهم في البداية ومن ثم إعتراضهم عليها.
فالصدمة، بحسب أوساطهم، مردها إلى عدم التنسيق معهم في الخطوة، مذكرين أن نواباً محسوبين على التغيير يجرون منذ مدة حواراً وتنسيقاً مع أزعور مستفيدين من الصفة التي يحملوها من دون العودة إلى زملائهم أو وضعهم في صورة ما يحدث. اما الاعتراض فنابع من رؤية معظم نواب التغيير في أنهم يتبنون نظرية الشخصيات غير المنغمسة في المنظومة، وهو ما لا ينسحب على وضعية أزعور الحالية.
نائب تغييري قال لـ”السياسة” ان الامور لا تجري على هذا النحو “الهزيل”. فإجراء إجتماعات شبه يومية تحمل صفة تغييرية مع مرشح “غير تغييري” ومحاولة اقناع بعض المجموعات فيه، وتبنيه فيما بعد من جانب مجموعة من النواب ثم ارسال دعوات لاجراء جلسة نقاش سياسي معه، من دون تفاهم مشترك بين النواب المشتركين في نفس المذهب السياسي عينه حول جدول الاعمال او القضايا التي يجب النقاش فيها، لا يسري أو لا يتم بهذه الطريقة الفجة وكأن ثمة “أسياد وعبيد”، مشبهاً ما يجري تغييرياً، بما يفعله عملياً التيار الوطني الحر القوات اللبنانية والكتائب، الذين إتفقوا فيما بينهم على اسم ويريدون إلحاق جميع الكتل السياسية النيابية المسيحية بهم. وأضاف أنهم يعتقد أن القوى المسيحية لا سيما الكتائب والقوات، باتت تلعب في حديقة قوى “التغيير” الخلفية، وهو ما لا يخدم فرص إمرار مرشح تغييري إلى رئاسة الجمهورية ولو على سبيل تسجيل موقف.
هذه المواقف على حدتها، جرى تلقيها بهدوء من خلال الركون إلى السياق التاريخي منذ ان دخل نواب التغيير إلى البرلمان. فخلال تلك المدة، عمل مجموعة من النواب على إنتاج ما يسمى آلية تنسيق لاتفاق في ما بينهم على المواضيع التي يجب التحدث فيها أو تناولها أو مناقشتها، من دون أن يجري التفاهم على هذه النقطة، ما دفع بمجموعة منهم للخروج عن الكتلة. ومنذ ذلك الحين لم يعد هناك شيء اسمه “كتلة تغييرية” او “تكتل تغييري” إنما نواب تغيير ينسقون فيما بينهم على القطعة، وهو حال ما يحصل اليوم تماماً. فإختيار الاتفاق مع المرشح جهاد أزعور على لقاء، إنطلق من فكرة أن مجموعة من النواب التغيير باتون يؤيدونه في ترشيحه، ويطمحون أن يسلك زملائهم الطريق ذاته، فإقترحوا حصول “جلسة نقاش” في محاولة منهم للتوحيد الصفوف والوصول إلى نقاط إلتقاء، وليس نابعاً من غاية في تهجيم أحد أو السيطرة على أحد.