التخلّص من النفايات بحرقها أمام المنازل!
أين ذهبت بالنفايات التي كانت أمام بيتك؟ «لقد أحرقتها». للأسف، هذا الجواب بات يتكرر كثيراً هذه الأيام مع تنامي ظاهرة ملفتة ومؤذية في نفس الوقت، في مناطق عكار والمنية والضنية. إنها ظاهرة حرق النفايات بين البيوت والأحياء، فماذا يحصل؟
في الواقع، يعمد العديد من الاشخاص هذه الأيام إلى حرق نفاياتهم والتخلّص منها بأنفسهم أمام منازلهم، أو من خلال حرق مستوعبات النفايات في الشوارع والطرقات، وهي ظاهرة تزداد وتتكاثر في الآونة الأخيرة، لأسباب عدة بحسب رأيهم ويفندونها بـ»تمنّع البلديات عن القيام بدورها في جمع النفايات ونقلها إلى المكبات، وغياب أي حلول للدولة، وإقفال العديد من المطامر والمكبات في المناطق وعدم تشغيل معامل الفرز، وعدم قدرة هؤلاء على دفع المبالغ الشهرية أو الأسبوعية التي تجمعها اللجان في الأحياء لجمع النفايات ونقلها وتتراوح بين 100 و 500 ألف ليرة لبنانية عن كل بيت»… فيلجأون إلى الحرق، وعذرهم أنهم يريدون تأمين راحتهم وصحتهم وصحة أولادهم من دون أن يعلموا بأنّ هذا الفعل سيعود بالضرر عليهم وعلى أولادهم وعلى كل من يستنشق هذه الروائح.
وبحسب الناشطة البيئية الشمالية هدى مهنا، «هذا الأمر يتهدّد الواقعين البيئي والصحّي، خصوصاً على أبواب فصل الصيف. ولا يمكن التخلص من النفايات ومن ضررها على بيت أو بعض البيوت، بإحداث خطر أكبر على مئات البيوت والعائلات، وهذا ما نحذّر منه، وننتظر مجيء وزير البيئة إلى المنطقة لنطرح معه هذا الموضوع، لأن على الوزارة أن تتحمّل مسؤولياتها اذا تقاعست البلديات عن دورها، والتخوف الأكبر يتمثّل في أن تصبح هذه الظاهرة السيئة عادة شائعة في الأيام والأشهر المقبلة في ظل غياب المعالجات، ما يعني أننا مقبلون على مرحلة نداوي بها أي داء بداء أعظم منه».
في هذه الأثناء يطلق المواطنون المتضرّرون من هذه الآفة ومن روائحها الكريهة موجات الشجب والاستنكار ويطالبون الدولة والأجهزة الامنية بلعب دورها في هذا المجال، وكذلك وزارة البيئة. حسب رأيهم «هذه الظاهرة ستؤدي حتماً الى مزيد من تفاقم الأمراض والأوبئة تماماً كما تفعل النفايات المتراكمة في الشوارع منذ أشهر، وستكون الأضرار مزدوجة، هذا كله بسبب غياب الدولة وإهمال المعنيين إيجاد سياسة حقيقية وخطة مستدامة لإنهاء أزمة النفايات من الشوارع».