محليات

هذا موقف روسيا من عودة سوريا الى عروبتها… ماذا عن لبنان؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”

سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، إلى تعميق بصمة روسيا في الشرق الأوسط من خلال نسج شراكات متعددة الأوجه مع مختلف الجهات الإقليمية الفاعلة. واليوم بعد عودة الرئيس السوري بشار الأسد الى الحضن العربي، ومشاركته في قمة جامعة الدول العربية التي عُقدت في جدّة، وتلقيه دعوة من الإمارات لحضور قمة المناخ المزمع عقدها في دبي في تشرين الثاني المقبل، كيف تنظر روسيا الى سوريا الأسد؟ 

مصادر مطلعة على الموقف الروسي تؤكد لـ”المركزية” ان روسيا سعت ومنذ زمن بعيد من خلال اتصالاتها مع العرب لعودة سوريا الى الحضن العربي، وكانت دائماً تكرر وتؤكد بأن لا بدّ من العودة، لأن العرب عندما كانوا يجتمعون مع الروس، كانوا يصرّون على وجوب تخفيف النفوذ الايراني في سوريا، فكان جواب الروس “عندما تركتم سوريا – الاسد دخل الايراني والتركي، ولذلك كي يعود نفوذكم مجدّداً الى سوريا، لا بدّ من ان تعودوا وتقوموا باستثمارات كما يقوم الايراني والتركي، وهي الطريقة الوحيدة للتخفيف من نفوذهم، وبالتالي لا يجوز ان تتركوا سوريا ساحة للاتراك والايرانيين. وكذلك بالنسبة للبنان، عندما تركتموه دخل غيركم، والأمر سيّان بالنسبة للعراق ايضاً، ولهذا يجب ان تعودوا”.  

وتشير المصادر الى ان الروس كانوا السبّاقين لتنظيم لقاءات بين السعوديين والسوريين، والتي جرت منذ نحو سنتين. وحينما ذهب وفد سوري الى السعودية بطائرة روسية وبرفقة وفد روسي، ومن بعدها بدأ التواصل السعودي – السوري. لذلك، روسيا مرتاحة اليوم إلى عودة سوريا الى العرب وتعتبرها خطوة ايجابية، من شأنها ان تساهم في عودة النازحين لأن العودة تحتاج الى استثمارات، وفي حلّ الوضع السوري سياسياً لأن الروس يريدون ان يضغط العرب معهم لفرض حلّ سياسي في سوريا، خاصة وان الأسد لا يريد حلاً سياسياً، لكن اليوم مع فرض الضغوط فإن الامور ستشقّ طريقها إلى الحلّ”. 

وعمّا إذا كان النظام السوري سيبادر الى ضبط التهريب عبر الحدود مع لبنان، تجيب المصادر: “بالفعل بدأ النظام السوري باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه. وضبط الحدود هي من أحد الشروط التي وضِعت في التفاهم السعودي – السوري، خاصة موضوع المخدرات. وقد عاينا كيف ان الاردني دخل الى درعا وسدد ضربة لجماعة المخدرات في ظل صمت من قبل النظام السوري”.  

وتكشف المصادر عن معلومات أمنية تفيد بأن “تجار المخدرات هربوا من سوريا باتجاه لبنان، لأن السوري على ما يبدو يقوم بخطوات ميدانية في هذا الموضوع. وترى المصادر أن الجيش اللبناني عندما يقوم بمهاجمة أوكار المخدرات وتوقيفهم فإنما يتم ذلك بتغطية سياسية، نتيجة الموقف السوري والايراني وأيضاً حزب الله الذي لعب دورا اساسيا في هذا الموضوع”. 

وعن الدور الروسي لإعادة النازحين السوريين من لبنان، تقول المصادر: “طبعا روسيا الوحيدة التي باستطاعتها لعب دور أساسي في عودة النازحين، لكن الامر يحتاج الى جهود مالية دولية، لأن العودة تتطلب دعما ماليا وهذا إذا حصل، فإن الروسي هو الوحيد الحريص على عودتهم، كما ان العرب حريصون أيضاً على عودتهم، في حين ان النظام غير متحمّس لهذه العملية. العرب ولبنان ودول الجوار كلها تريد العودة، إلا ان هذا الامر يحتاج الى ترتيبات دولية واستثمارات مالية. وهذا كان الهدف الروسي من الوجود العربي في سوريا، فعندما نريد من النازح ان يعود يجب تأمين مكان له. الوضع الاقتصادي سيئ جدا في سوريا، لذلك يجب ان نؤمن له مكانا للسكن”. 

وعن دور روسيا في الملف الرئاسي اللبناني، تقول المصادر: “الموقف الروسي قريب من الفرنسي، رغم انهما لم ينسقا معا حول الموضوع، وهو ان لبنان يحتاج الى رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وان على النواب ان يتوجّهوا بأسرع وقت الى المجلس لانتخابه لأن الوضع لم يعد يحتمل. هناك طرف حدد مرشحه وعلى الطرف الآخر ايضا ان يقوم بذلك، وان يتوجّهوا لانتخابه. وان التعطيل سيئ ولا يؤدي الى نتيجة بل بالعكس يدمر البلد. لبنان يحتاج الى رئيس سياسي يستطيع ان يقيم علاقات مع الدول العربية والعالمية ودول الجوار، ويمكنه ان يتواصل داخليا مع جميع الاطراف، رئيس سياسي هو الاساس وليس اقتصاديا، لان الاقتصاد يكون في الحكومة. وهو موقف قريب من الفرنسيين الذين يدعمون رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية لأنهم يعلمون انه الوحيد الذي يمكنه ان يتحدث مع الطرف الاساسي، مع السوري والايراني وحزب الله، إذ لا يمكن انتخاب رئيس ضد هذه القوى لأن دورها اساسي لإعادة النازحين وتوقيف التهريب، والامور تحتاج الى تسوية وليس الى رئيس تحد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى