كشف المستور… ماذا دار بين الأسد وبن سلمان حول لبنان؟!
كان حضور الرئيس السوري بشار الأسد استثنائياً في قمّة جدة، ليس بفعل العلاقة المتردّية والمنقطع منذ سنوات مع الدول العربية لا سيّما الخليجية منها على خلفية الحرب في سوريا، بل لما لهذا الحضور من إنعكاسات على كافة الملفّات في المنطقة، مع التوجّه الجديد للمملكة العربية السعودية ورؤيتها الإقتصادية والإنمائية للسنوات المقبلة.
وبما أن هذا الحضور له إنعكاس على كافة الملفات فلا بد أن يكون للبنان حصة من هذا الإنعكاس، وعلى عكس ما حاول الكثيرون نفيه حول تغييب الملف اللبناني عن أجواء القمّة، فإن مصادر مقرّبة من الدائرة الضيّقة للرئيس الأسد أَسَرّت في إذن من يعنيهم الأمر في محور المقاومة عن لقاء مطوّل ومفصّل وحتى معمق بين ولي العهد السعودي والرئيس الأسد دخل طال أدق تفاصيل الملف اللبناني وبالطبع الملف الرئاسي بكافة ابعاده، لكنّ التفاصيل بقيت طي الكتمان، وبالتالي لم يحصل المستمعون لهذه الأخبار الجديدة على جواب شافٍ بشأن الإستحقاق الرئاسي وهل كان اللقاء لصالح مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة؟
لكن لا بد من التوقّف عند هذا اللقاء ليس على صعيد الإستحقاق الرئاسي فحسب بل لخلفيات سابقة أثبتت الأيام أنه لا يمكن تجاوزها، وهي العلاقة السعودية السورية والتي ترجمت في لبنان على مدى عقود بما سمي الـ”سين سين”، فهل يقوم الأسد الإبن وبن سلمان بإعادة إحياء هذه المعادلة في ظل العلاقة الوديّة المستجدة بينهما؟
هذه المعادلة التي أمّنت إستقراراً سياسياً في لبنان منذ وضع نقطة النهاية للحرب الداخلية اللبنانية وإبرام إتفاق الطائف، شهدت انتكاستها الأولى مع إغتيال الرئيس الحريري ثم جرت محاولات لإنعاشها عبر الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري إلى دمشق والتي لم توتِ الثمار المرجوّة منها فانكفأت منذ ذلك التاريخ، لتعود اليوم من بوابة القمة العربية.
وإذا كان من تعويل على ثمار ناضجة على لبنان أن يقطفها، فإنها لن تكون بمستوى المراحل السابقة لا سيّما أن سوريا اليوم ليست سوريا الأمس لكنّها وبغض النظر عن ما تعانيه هذه الدولة من أزمات وحروب مستمرّة على أرضها إلا أنها تبقى بوابة لبنان جغرافياً كما من المرجّح أن تعود بوابة لبنان السياسية على العالم العربي لإنفتاحها على الخليج اليوم واستمرارها بالعلاقة الإستراتيجية مع إيران عبر الخط العراقي والإمداد المستمر منه لخط الممانعة في الداخل اللبناني.
كل هذه المعطيات لا بدّ أنها تصبّ لمصلحة المرشّح الأوفر حظاً في الميزان الممانع والسوري والذي ترتفع كفّته مع إرتفاع منسوب العودة إلى الـ”سين سين” .