فضل الله: لانتخاب رئيس وفق قواعد الدستور
أقامت مؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية في مستشفى الشهيد صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، المؤتمر الطبي الخامس، في قاعة مجمع أهل البيت في المدينة، برعاية عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله.
وقال فضل الله: “بموازاة جهد التحرير والحماية وفرض معادلات ردع العدو، فإن المقاومة تسهم أيضاً في تنمية مجتمعها وتعزيز صمود أهلها، وهذا المؤتمر هو جزء من هذه الجهود والأنشطة التي تقوم بها المؤسسات الرعائية للتنمية، وكذلك تعمل على مواجهة الانهيار المالي والاقتصادي وانعكاساته على مؤسسات الدولة، وبالأخص على القطاع الصحي والمستشفيات الحكومية وعلى عمل وزارة الصحية كما انعكس على قطاعات أخرى”.
وأشار إلى أن “هذا المستشفى واحد من المؤسسات الكثيرة المنتشرة في لبنان لخدمة الناس، لأن إحدى أهم الأولويات اليوم، هي توفير سبل الرعاية الصحية للمواطن، بعدما تراجعت التقديمات الرسمية، بل تكاد هذه التقديمات تضمحل في الاستشفاء والدواء باستثناء ما سعينا إليه مع كتل أخرى من أجل تعزيز دعم الأدوية للأمراض المستعصية من خلال الموازنة العامة، أو من خلال ما توفّره الحكومة من تمويل لهذه الأدوية”. وقال: “هذا المستشفى منذ عام 2000 يعمل في خدمة أهله مراعياً الظروف المعيشية بخاصة في هذه المرحلة، ونسجل هنا حالة التكافل الاجتماعي لمواجهة الانهيار وما تسبب به من أضرار على القطاع الصحي، ففي العام الماضي ومن خلال الدعم الذي تلقاه المرضى في هذا المستشفى وحده، فإن 112 ألف حالة مرضية تمت رعايتها مادياً من خلال حزب الله وعبر الأيادي البيضاء، وهي نسبة عالية لمن تلقوا العلاج في هذا المستشفى فقط، ونسبة الرعاية تتجاوز أحياناً الـ 50 بالمئة من التكلفة مع الأسقف المتدنية للتكلفة الموجودة في هذا المستشفى، هذا فضلاً عن الرعايات المادية التي يوفرها حزب الله للمرضى في المستشفيات الأخرى، لأننا نعرف أن تكلفة الاستشفاء والدواء أصبحت مرتفعة جداً، ونحن نحاول قدر الإمكان أن نخفف من المعاناة الصحية من خلال مجموعة من صناديق الدعم التي نرعاها”.
ولفت إلى أنه “على الصعيد الصحي العام، فإن حزب الله ومن خلال الهيئة الصحية الإسلامية بفروعها الستين المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، قد أمّن دعماً صحياً في الأشهر الثلاث الأولى من هذا العام لـ 425 ألف مواطن تلقوا خدمات صحية متنوعة وبأسعار زهيدة جداً، وهناك 385 ألف مواطن استفادوا من فاتورة دواء تشمل كل فاتورة أكثر من نوع للدواء، بتخفيضات يصل بعضها إلى حدود الـ 80 بالمئة عن سعر السوق، ونعتقد أنه في الأيام والأشهر المقبلة، سنجد ارتفاعاً كبيراً في هذه الأعداد، لأن هناك ضغطاً كبيراً على هذه المراكز في مختلف الأراضي اللبنانية، وهذا تستفيد منه فئات متنوعة من مشارب متنوعة، لأن المراكز منتشرة في أغلب المناطق اللبنانية، وهذا الجزء من المؤسسات الرعائية الصحية، يضاف إلى بقية مؤسسات حزب الله الناشطة في المجتمع الأهلي”.
وقال: “ربما هذا يغيظ أعداء بلدنا ويسقط بعضا من مفاعيل حصارهم، فيحاولون بالعقوبات والتضليل واستخدام بعض الأدوات المحلية استهداف مثل هذه الأنشطة الرعائية التي يستفيد منها اللبنانيون، ومع ذلك نحن مستمرون وسنواصل تقديم الخدمة كجزء من المسؤولية الشرعية والوطنية، ومن يريد أن يغتظ في البلد فهذا شأنه، فنحن مددنا يدنا للجميع وقلنا إننا مستعدون أن نقدم المعونة لكل من يحتاج، وحتى عندما وقعت جائحة كورونا، عرضنا خدماتنا على كل المناطق اللبنانية”.
وفي الشأن السياسي، أضاف: “نحن معنيون في لبنان أن نستثمر في المناخات الجديدة الناشئة عن المصالحات والتوافقات وحل النزاعات في المنطقة، وهو ما رأيناه في الأشهر القليلة الماضية، وما رأينا بعض جوانبه في القمة العربية”.
ورأى أن “الخطوة الأولى في تفاهمنا الداخلي، وأن نذهب لانتخاب رئيس للجمهورية وفق قواعد الدستور وبعيدا عن أي رهانات خاطئة، لأن البعض لم يتعلم منها بعد، ويصر على المكابرة وإنكار الوقائع والواقع والبناء على أوهام”.
وختم: “من جهتنا حددنا موقفنا من مرشح طبيعي، ودعونا إلى حوار وتفاهم، ومن حقنا الطبيعي والدستوري أن نسعى لتوفير فرص النجاح لمن ندعم، ومن حق الآخرين أن يقوموا بالأمر نفسه، ونحن نأمل أن نتمكن جميعاً من انجاز هذا الاستحقاق في أقرب فرصة ممكنة لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، ومن ثم الانطلاق نحو العمل جميعاً من أجل التعافي وإعادة النهوض ببلدنا”.