ماذا نملك في لبنان غير “أهلا بهالطلّة أهلا”؟
خاص موقع mtv
من زار وسط بيروت ظهر أمس الأربعاء، شاهد عدداً من الباصات التي تنقل سيّاحاً من جنسيّات أوروبيّة يتجوّلون في محيط ساحة الشهداء. في الوقت نفسه، بإمكان من يقصد أيّاً من مطاعم الوسط، حتى في منتصف الأسبوع، أن يلاحظ الزحمة وقد يعجز عن إيجاد طاولة في مطعم، من دون حجزٍ مسبق.
لا يحتاج لبنان الى حملاتٍ من وزارة السياحة. إضافة “أهلا” على شعار “أهلا بهالطلّة” لن يحمل إلينا سائحاً إضافيّاً واحداً. قيمة لبنان المضافة سياحيّاً تكمن في أماكن وعوامل أخرى.
يحتاج لبنان، خصوصاً في فصل الصيف، الى استقرار. وحين نتحدّث عن الاستقرار فإنّ ذلك يشمل الأمن والسياسة والعملة. أمّا ما تبقّى من عناصر سياحيّة فهي متوفّرة في لبنان، ولو بالحدّ الأدنى أحياناً. اللقمة اللذيذة يمكنك أن تعثر عليها في مطعمٍ فخم في وسط بيروت أو في مطعمٍ صغير في قرية بعيدة. أي أنّه بإمكانك أن تدفع ثمناً مرتفعاً مقابل هذه اللقمة، أو ثمناً مقبولاً ومنطقيّاً.
ويمتلك لبنان بعض عناصر الجذب التي تهمّ السائح الغربي أكثر من المقيم اللبناني أو السائح العربي. في التجوّل في أسواق جبيل والبترون وصيدا وصور وغيرها متعة بالنسبة الى كثيرين. أن تزور كنيسةً أثريّة لا يبعد عنها إلا عشرات الأمتار جامعٌ أثريّ هو أمر قد لا يتوفّر لك في أيّ مكانٍ في العالم.
فنحن، من يعيش في لبنان، ونتأثّر بأزماته، ونتابع الأخبار فيه، نشاهد البلد من زاويةٍ أخرى مختلفة عن تلك التي يراها السائح. المهمّ في الأمر أن ندرك قيمة ما نملك. وأن نحافظ عليه. وأن نتنبّه الى أنّ ضيوفاً كثيرين سيقصدون وطننا في الأشهر القليلة المقبلة. فلنحسن استقبالهم وضيافتهم…