الحلبي: من غير المسموح أن تكون الفتاة عرضة للعنف أو التنمّر
زار وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحلبي ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون وممثل منظمة اليونيسف في لبنان إدوارد بيغبيدير، ثانوية زاهية قدورة الرسمية للبنات، حيث كان في استقبالهم مديرة المدرسة مي طبّال والجسم التعليمي والطالبات في المدرسة.
شارك في اللقاء مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية والتعليم العالي هيلدا خوري، ومدير التعليم الثانوي في الوزارة خالد فايد، وليزا كيم من فريق التعليم ونسرين طويلة من فريق الحماية من اليونيسف، وموجهات تربويات وفريق عمل الوزارة والهيئة الوطنية واليونيسف.
يأتي اللقاء الحادي عشر استكمالاً لسلسلة الجلسات التوعوية للطالبات والطلاب في الثانويات الرسمية في مختلف المحافظات حول سبل مكافحة العنف ضدّ النساء والفتيات التي تنظّمها الهيئة الوطنية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبالشراكة مع اليونيسف.
إشارة إلى أنّ هذه الجلسات، تستهدف 6000 طالبة و4000 طالب، في إطار تنفيذ المشروع “فتيات متمكّنات وقادرات: التعليم للجميع” الذي بدأ العمل به منذ السنة الماضية وهو يرمي إلى الحؤول دون التسرّب المدرسي والتزويج المبكر للمراهقات وحماية الفتيات من جميع أشكال العنف.
وألقت طبّال كلمة ترحيبية قالت فيها: “إانه لمن دواعي سرورنا أن يقام مشروع “فتيات متمكنات وقادرات: التعليم للجميع” على مسرح ثانويتنا لما رأينا خلال الجلسة التوعوية التي أقيمت في العام المنصرم من إفادة لبناتنا حول موضوع مكافحة العنف ضد النساء وهذا يندرج ضمن أهدافنا لأننا نحرص ليس فقط على العملية التعليمية بل إن العملية التربوية هي في صميم رسالتنا في إعداد بناتنا بنات متمكنات قادرات على مواجهة الحياة بثقه وثبات”.
تابعت: “نودّ إخباركم بأنه في السنة القادمة ستصبح ثانويتنا مختلطة بعد موافقة معالي وزير التربية الدكتور عباس الحلبي مشكوراً ومشجعاً لهذه المبادرة. نتمنى إقامة المزيد من هذه اللقاءات العام القادم لأننا على يقين أن مكافحة العنف ضدّ المرأة يتطلّب جهوداً من الشباب والشابات، الرجال والنساء معاً”.
بيغبيدير: وألقى ممثل اليونيسف كلمة قال فيها: “إن تمكين المراهقات والحفاظ على سلامتهن أمر في غاية الأهمّية – فهنّ فتيات اليوم، والبالغات اللواتي سيصبحن، ومربيّات الجيل القادم من الأطفال”.
أضاف: “تلتزم اليونيسف تنفيذ برامج مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الفتيات المراهقات، وتعمل على تكثيف الجهود من خلال التعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لجعل المدارس مكانًا أكثر أمانًا وتمكينًا للجميع. فإن المساواة الحقيقية لن تتحقّق إلا عندما تكون جميع الفتيات في مأمن من العنف، ويتمتّعن بالحرّية في ممارسة حقوقهن، وقادرات على الحصول على فرص متكافئة في الحياة”.
عون: أما السيدة عون فخاطبت الطالبات قائلة: “يسعدنا أن نلتقي اليوم في هذا الصرح التربوي العريق، في إطار نشاطات برنامج “فتيات متمكنات وقادرات: التعليم للجميع” الذي تنفذه الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبالشراكة مع اليونيسف. يتيح هذا البرنامج إبراز الجوانب المتعددة التي تنطوي عليها المهام التربوية ضمن الأسر، في المدارس والمعاهد، وفي المجتمع. فالتربية هي أولا تنشئة على القيم وبالتالي على السلوك، وهي أيضاً، نقلاً للمعرفة وانفتاحاً على الثقافة وتفعيلا للطاقات الفكرية. لذا فإن الهدف الأول للتربية، هو تنمية شخصية الطالبات والطلاب وتدعيم ثقتهن وثقتهم بالنفس”.
أضافت: “هذه الثقة التي للأولياء وللمربين وللمربيات أن يكسبوها للناشئة، هي التي سوف تمكن هؤلاء في المستقبل، من تقييم الأفكار والمواقف والسلوك التي لهم أن يطلعوا عليها بواسطة شتى وسائل الإعلام والتواصل. ففي عالم اليوم، لم تعد هذه الوسائل قابلة للضبط، والوسيلة الفعالة الوحيدة للحؤول دون تعرض الأبناء والبنات في سن الطفولة والمراهقة، للوقوع في الافخاخ العديدة التي قد يصادفونها في مسارهم الحياتي، هو تمتعهم بجرأة كافية وبقناعات راسخة تحميهم من الانزلاق إلى متاهات تفقدهم القدرة على الاستفادة من الفرص المتاحة لهم”.
وتابعت: “لذا فإن الرسالة الأولى التي نحملها إلى طالباتنا وطلابنا في الجولات التي نقوم بها هي:
- لكنّ ولكم حق في مواجهة أي نوع من أنواع العنف إن كان جسدياً أو جنسياً أو معنوياً.
-ولكنّ ولكم الحق في رفض وفضح أي ممارسة تمس بخصوصيتكم.
-ولكنّ ولكم الحق في حماية توفرها المدرسة والمجتمع.
فوزارة التربية والتعليم العالي على استعداد لتبلغ ومتابعة شكواكم. وهنا لا بد لي أن أنوه بخدمة الخط الساخن لتلقي الشكاوى لدى الوزارة 01772000، على الرغم من الصعوبات والأزمات التي نعيشها. يتلقى الاتصالات على الخط الساخن فريق عمل متخصص من الإرشاد والتوجيه في الوزارة، يدرس الحالات، يتابعها ويحيلها إلى الجهات المختصة. وهنا أوجه تحية إلى هذا الفريق ومديرته السيدة هيلدا خوري، الذي يعمل بالتزام ومسؤولية واحتراف على الرغم من التحديات. إن قوى الأمن الداخلي على استعداد لتبلغ شكواكم في حالات العنف الأسري على الخط الساخن 1745 وفي حالات الابتزاز الإلكتروني على الرقم 01293293 . فيا أيتها الطالبات، كنّ واثقات من حقوقكن في التصدي لأي عنف، وكن واثقات من حماية تقدمها وزارة التربية والتعليم العالي لكل من يتوجه إليها بطلب متابعة قضية تمس به شخصياً”.
أضافّت: “إن العلم هو بالنسبة إليكن الطريق الذي يوصلكن ليس فقط إلى مجالات العمل وكسب العيش، بل أيضا إلى حقول الثقافة الواسعة التي تساعدكن على فهم قواعد النمو والحياة. فلا تهملن الفرص التي تتاح لكن لاكتساب القدر الأكبر من العلم والمعرفة، ولا تنجررن وراء المظاهر التي قد تغريكن وتدفعكن إلى ترك مبكر لصفوف الدراسة، سعيا إلى كسب المال أو إلى التسرع في ارتباط زوجي. لا تستبدلن الفرص التي يتيحها لكن المستقبل، بالرغبة في الحصول على فائدة آنية. ولا تنسين أن الزواج هو تشارك في حلو الحياة ومرها وليس مجرد حفل زفاف. فلا تقدمن عليه قبل بلوغكن سن الرشد، وقبل أن تتمكن نفسيا ومعنويا وعلميا واقتصاديا. فتمتعكن بالاستقلالية المالية هو أساسي لكي تتمكن من رفض أي شكل من أشكال العنف قد تتعرضن له. لكن الحق في التمتع بسنوات الطفولة والمراهقة لكسب العلم والمعرفة قبل وجوب القيام بخياراتكن المصيرية، والمدرسة وأهلها تساندكن في إحقاق هذا الحق”.
ختمت: “أشكر للوزير الحلبي تعاونه الدائم وحرصه على حماية طلابنا وطالباتنا. كما أشكر لمنظمة اليونيسف وممثلها في لبنان السيد إدوارد بيجبيدر التعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة في تنفيذ مشروع “فتيات متمكنات وقادرات: التعليم للجميع” الذي يرمي إلى الحؤول دون التسرب المدرسي والزواج المبكر للمراهقات وحماية الفتيات من جميع أشكال العنف، وأشكر السيدة مي طبال مديرة ثانوية زاهية قدورة الرسمية لاستضافتنا اليوم.”
الحلبي: وتوجّه الوزير الحلبي من جهته، إلى الطالبات قائلاً: ” مسرور بزيارة مدرستكنّ اليوم، فعندما أنظر إلى وجوهكّن أتأمل بغدٍ أفضل. أنتنّ فتيات عازمات على فهم موضوع حقكنّ الطبيعي في العيش في حياة كريمة آمنة من ناحية المجتمع والقانون. لم يعد الوضع يسمح بأن تكون الفتاة عرضة لأي نوع من أنواع العنف أو التنمّر ولا الحدّ من كرامتها. فإذا دافعتنّ عن كرامتكنّ واقتنعتنّ في الحفاظ عليها، سيتحقق حينها مسار الحماية الاجتماعية”.
وتابع: “أثني دائمًا على جهود ونشاط الهيئة الوطنية لشؤون المرأة مع أجهزة وزارة التربية وبالشراكة مع اليونيسف، فهدفنا سوياً توعية الفتيات لمعرفة حقوقهن وأن يتصرّفن على هذا الأساس، فمن حقّكن أن تعشن حياة طبيعية، بدايةً من الطفولة ومن ثمّ المراهقة والتخصّص العلمي ولاحقًا مع بلوغ النضوج النفسي والجسدي وبعدها التمكّن من توفير ظروف استقلالية إلى حدٍ ما. فلا تفكّرن بمشروع ارتباط الزواج الا بعد حصولكّن على مهنة وتمكين أنفسكنّ معنوياً وعلمياً. نسعى دائماً في مدرستكنّ للعمل نحو الأفضل، أريدكنّ أن تعشن حياة مدرسية بكامل أبعادها”.
وختم: “على كلّ فتاة أن تشعر أنها سيدة نفسها مادياً لكي تكون على قدم المساواة مع زوجها أو مع شريكها. عشن حياتكنّ، تعلّمن، إبنين المهنة التي تحلَمن بها مستقبلياً بعدها اخترن الحياة التي تردن عيشها”.
وخلال اللقاء شاهدت طالبات الصّفوف الثانوية عرضاً مسرحياً تناول موضوع العنف ضدّ النساء والفتيات أعدّته وقدّمته جمعية “الخيال للتربية والفنون” المختصّة والمدرّبة على مواضيع مكافحة العنف. وفي نهاية العرض دار نقاش تفاعلي بين الطالبات، وتمّ تسليط الضوء في ما حمله العرض من معانٍ.
وقدّمت مسؤولة إدارة المعلومات في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ريتا قزّي عرضاً لصفوف المرحلة المتوسطة، تمحور حول الوقاية من العنف، أشكاله ونتائجه السلبية على الفرد وعلى المجتمع واستعرضت بعض الرسائل الأساسية والإرشادات السلوكيّة في حال التعرّض لأي نوع من أنواع العنف.
كذلك تمّ خلال اللقاء، تعميم أرقام الاتصال بالخطوط الساخنة التابعة لوزارة التربية لتلقّي مختلف أنواع الشكاوى، وهو الرقم 01772000، وأرقام الاتصال بقوى الأمن الداخلي وهي الرقم 1745 للشكوى من العنف الأسري والرقم 01293293 للشكوى من التعرّض لإبتزاز الكتروني.
وفي الختام تمّ تزويد الطالبات برزمة من الـحاجات الخاصة بالفتيات (LAHA KIT).