قبل إنطلاق الإنتخابات الرئاسية داخل تركيا، اليوم الأحد، أدلى الأتراكُ الموجودون في لبنان بأصواتهم في السفارة التركية – الرابية، وذلك في أواخر نيسان الماضي ومطلع شهر أيار الحالي.
عملياً، كانت التجربة مُشجعة للذين شاركوا في هذا الإستحقاق، واللافت هو أن هناك لبنانيين شاركوا بعملية التصويت نظراً لاكتسابهم الجنسية التركيّة. وعليه، فإن هؤلاء هم مواطنون أتراك ولبنانيون في الوقت نفسه، وقد خاضوا تجربة ديمقراطية افتقدوها في وطنهم لبنان باعتبار أن الرئيس هنا لا يُنتخب من الشعب.
يقولُ وسام (45 عاماً) وهو مواطن لبناني – تركي إنّه أدلى بصوته يوم الإثنين (1 أيّار الجاري)، وذلك خلال عطلة عيد العُمال، موضحاً أنّ “كثافة المقترعين كانت كبيرة جداً”، وقال: “كان هناك صندوق واحد فقط للإقتراع في ذلك النهار، في حين أنَّ ضغط الناخبين كان كبيراً جداً. الأمورُ كانت منظمة جداً رغم توافد المقترعين الكثيف، وقد جرى تمديد الإنتخابات ساعة واحدة ليلاً”.
ولفت وسام إلى أنه اقترعَ مع زوجته خلال الإنتخابات، كاشفاً أنه “صوّت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، وقال: “لدينا ثقة بأردوغان لأنه أقام دولة قوية ونقل تركيا من مكانٍ إلى آخر وجعلها بين الدول المتقدّمة. نأمل أن يفوز في هذا الإستحقاق، فهو يمثل بلدنا الثاني الذي اخترنا أن نشتري مسكناً به وأن نؤسس أعمالاً لنا هناك”.
مع ذلك، فقد أعرب وسام عن حزنه مما وصلت إليه الأحوال في لبنان لاسيما على صعيد الإستحقاق الرئاسي، وقال: “فليتعلم اللبنانيون مما يجري في دول العالم، حيث تُحترم الديمقراطيات. نريدُ رئيساً قوياً هنا يحكم بمنطق الدولة كما فعل أردوغان”، وسأل: “لماذا لا يتاح للشعب انتخاب الرئيس؟ التجربة رائعة ولم أعشها أبداً سوى بعد اكتساب الجنسية التركية، ومن لبنان اخترتُ رئيس بلدي الثاني!”.
بدورها، تقولُ حميدة (32 عاماً) وهي مواطنة لبنانية تعيشُ في تركيا إنَّ الأجواء هناك قبل الإنتخابات كانت رائعة، كاشفة أن التنافس كان على أشدّه، وتضيف: “نعيش في إزمير، وشهدنا على الحملات الإنتخابيّة التي تؤكد على الحياة الديمقراطية”.
وأمِلت حميدة أن يكون لبنان على خطى تركيا في تطبيق الديمقراطية، مشيرة إلى أنّ أغلب اللبنانيين هناك يشعرون بالحزن لأحوال لبنان السياسية، وقالت: “نريدُ أن يُصبح لبنان بلداً ديمقراطياً بحق بعيداً عن الطائفية، ونريد أن يكون هناك دولة قوية كما في تركيا. صحيحٌ أننا نعيشُ في بلد غير بلدنا الأم، لكننا نأمل أن يتقدم الأخير ويزدهر من أجل أن نعيش فيه مرة أخرى، لأنه الأول والأساس في قلوبنا”.
المصدر: لبنان ٢٤