لا أشغال ولا صيانة ولا إنارة: طرقات لبنان من الأسوأ عالميًا
جاء في “نداء الوطن”:
يمضي اللبنانيون يومياتهم «يُصفّرون بالعكس» Reverse whistle خلال تجوالهم اليومي بالسيارة على الطرقات اللبنانية، وخصوصاً في فترة المساء حيث لا إنارة ولا عاكسات ضوئية كما يجب، فيقود اللبناني معتمداً على عين الله التي ترعاه، وكلٌّ ينال نصيبه من الحفر. فأي غلطة أو «سهوة» صغيرة على الطريق، إن لم تكلّفه حياته نتيجة اصطدامه بعائق باطوني، ستكلّفه راتبه بسبب «النزول» في حفرة من هنا وأخرى من هناك وما أكثرها.
لا صيانة ولا مشاريع تنفّذ على طرقات لبنان. هكذا أصبحت الصورة الفراغية في السنوات الثلاث الماضية، وهو واقع حزين استفحل وبات من البديهيات في جائحة الإنحدار المالي والإقتصادي التي انطلقت شرارتها في نهاية العام 2019 وترسّخت في يومياتنا المرتبطة بانهيار سعر العملة المحلية المستمر.
على وقع موجة تقلّبات أسعار صرف الدولار، التي تضرب كل القطاعات الإقتصادية في البلاد، تئن وزارة الإشغال العامة مثلها مثل سائر الوزارات من الموازنة الضئيلة التي تخصّص لها والبالغة لـ»الأشغال» ما قيمته 2 مليون دولار أي ما يوازي نحو 200 مليار ليرة لبنانية.
تصنيف عالمي بمراتب متأخرة جداً
فاستناداً الى وضع الطرقات في قبل انفجار الوضع المالي عام 2019، كان لبنان استناداً الى مؤشّر نوعية الطرقات الذي يصدر ضمن مؤشّر التنافسية العالمي سنوياً في المنتدى الإقتصادي العالمي، يسجل 2.6 نقطة محتلاً المرتبة 126 بين 142 دولة ليعادل فنزويلا والباراغواي ومولدوفا. في حين أن سنغافورة احتلت المرتبة الأولى في نوعية وجودة الطرقات بـ6.5 نقاط وتليها هولندا 6.4 وسويسرا 6.3 وهونغ كونغ واليابان 6.1. أما قبرص ومصر فاحتلتا المرتبتين 28 و 29 بـ5.1 نقاط . وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمالي افريقيا، يحتلّ لبنان المرتبة ما قبل الأخيرة اذ يأتي قبل اليمن وبعد تونس محتلاً المرتبة 13 من أصل 14 دولة.
وهذا المؤشّر إن دلّ على شيء فعلى أن الواقع المرير للطرق في لبنان كان مزرياً أصلاً ، فكيف بالحري اليوم في ظلّ غياب الأموال وتوقّف الورش التي كانت تقام لإصلاح الطرقات وصيانة الجسور، فاليوم بالكاد تستطيع وزارة الأشغال سدّ حفرة ببعض من الأتربة والزفت المتوفّر. أما عن الإنارة فحدّث بلا حرج عن «العتمة» التي تخيّم على الطرقات نتيجة عدم توفّر التغذية الكهربائية.