إقتصادمحليات

انتخابات جمعية المصارف: برودة وتردّد!

كتبت ميريام بلعة فب “المركزية”:

مع احتدام طرح السيناريوهات المتعددة وحماوة المراهنات وتسارع المشاورات لرسم مرحلة ما بعد ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يُنهي سنوات حاكميّته في شهر تموز حيث سـ”تغلي” الأسواق المالية والنقدية في “كوز” ما يخيط “سياسياً” لهذا الموقع من مفاجآت في ظل الفراغ الرئاسي الطويل… ينتظر في كواليس الساحة المالية استحقاق أقل حماوة لا بل يخبّئ برودة لم يشهدها في تاريخه!

الاستحقاق “البارد” يستحق في الثلاثين من حزيران المقبل، موعد انتهاء ولاية مجلس إدارة جمعية المصارف برئاسة رئيسه الدكتور سليم صفير الذي تولى سدّة الجمعية لولايَتين متتاليّتين، فبات بحكم القانون المرعي والنظام الداخلي غير مرشّح حكماً لرئاستها.

هذا الحدث الكبير الذي طالما كان محطّ اهتمام الأوساط السياسية والاقتصادية والمالية، لقطاعٍ كان يُمسك اقتصاد البلاد بيده اليُمنى ويجذب الاستثمارات بيده اليُسرى، أصبح اليوم مصدر قلق مشوب بالتردّد خوفاً من أن ينفجر بمَن يدخل معتركَه…

وعلى رغم مدة الشهر ونصف الشهر الفاصلة عن الموعد، يبدو أن الأجواء الضاغطة والمشحونة التي تخيّم على القطاع، أرخت بثقلها على هذا الاستحقاق، حتى بات لا يستسيغه أحدٌ من أهل القطاع… وبالتالي لا إسمَ مطروحاً للترشّح لموقع رئاسة الجمعية أقله حتى اليوم، ولم يعد أحد يرغب فيه وفق إجماع عدد كبير من المصرفيين. 

مصدر متابع للتطورات المصرفية يؤكد عبر “المركزية”، أن “أحداً لا يجرؤ حتى الآن على الترشّح في ظل هذه الظروف المتشنّجة التي تأخذ القطاع المصرفي رهينة الشعبوية من جهة، وورقة ضغط في يد الدولة من  جهة أخرى للتهرّب من مسؤولياتها على صعيد توزيع الخسائر واسترداد أموال المودِعين، وتجعل منه ساحة ساخنة لبعض الأطراف لتحريكها متى شاؤوا من أجل تحقيق مآرب طالما رسموها في أجنداتهم الداخلية.. والخارجية”.

لكن هذه البرودة تشهد بعض التسريبات الخجولة التي تشي بإمكانية ترشح مدير عام “سيدروس بنك” الوزير السابق رائد خوري علماً أنه من الطائفة الأرثوذكسية، فيما الموقع درج توليه من المصرفيين الموارنة… وهنا يستدرك المصدر، مستذكراً سابقة حصلت مع انتخاب المصرفي الراحل ريمون عودة الأرثوذكسي (الرئيس السابق لمجلس إدارة بنك عودة) لرئاسة جمعية المصارف، وغيره من الشخصيات المصرفية الأرثوذكسية. 

ويؤكد في السياق، أن “نيّة خوري بالترشّح تبقى ضمن التسريبات أو من باب “جسّ النبض”، لكنه لم يُعلن عن ذلك في الأروقة المصرفية”، مشيراً إلى أن “الأسماء المصرفية المسيحية تُتداوَل بالتواتر خلف الكواليس من باب البديهيّات، لكن لا شيءَ مؤكداً أو محسوماً”. 

الحماسة غائبة هذه المرة على الترشّح لمنصب رئيس جمعية المصارف، ويبقى الترقب سيّد الموقف في انتظار ظهور الإسم الذي سيُلقي بنفسه في أتون الأزمة المصرفية المستعرة، لإنقاذ ما تبقى من أعمدته المتهالكة… 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى