محليات

التيار: الافادة من تحولات المنطقة أو اعادة الاستحقاق الى بعده الداخلي؟!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في بيان صادر عنه اثر إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، اعتبر المجلس السياسي للتيار الوطني الحر “أن التحولات الحاصلة في الشرق الأوسط والخليج منذ توقيع الإتفاق السعودي – الإيراني ستكون لها إنعكاسات هامة وايجابية على دول المنطقة ومن بينها لبنان”، داعيا “الى الإستفادة من هذه التحولات لتكون في صالح لبنان”.

الى ذلك، ابدى التيار “إرتياحه لمسار العلاقة بين المملكة العربية السعودية وسوريا التي إستعادت موقعها في الجامعة العربية بما يعني ذلك من إنتصار لها على الحرب وانهزام مشروع التفتيت ومن تأسيس لتعاون عربي جديد على قاعدة تحصين الوضع العربي في مواجهة المشاريع الخارجية التي كلفت دولنا وشعوبنا غالياً”، داعيا الى “الإفادة من هذه العلاقة بما يصبّ في  مصلحة لبنان خاصةً لناحية اعادة الاعمار في سوريا وعودة النازحين اليها والتوجّه عملياً نحو المشرقية الاقتصادية”. ورأى ايضا أن “من واجب الجميع الإستفادة من المناخ الإقليمي الجديد للسير بمشروع بناء الدولة على أسس الحداثة والاصلاح بما يتوافق مع الإتجاهات الجديدة في المنطقة”.

لكن في مقابل هذا الربط بين المستجدات الخارجية والواقع اللبناني، دعا الفريق البرتقالي “الكتل النيابية الى أخذ العِبَر من مواقف الخارج بموضوع رئاسة الجمهورية وإعادة الإستحقاق الى بُعده الداخلي وبالتالي الإسراع في الإتفاق على برنامج إصلاحي يرعى رئيس الجمهورية الجديد تنفيذه بالإتفاق مع الحكومة ومجلس النواب”.

هذه المواقف المتناقضة في متن البيان ذاته، تثير استغراب مصادر سياسية معارضة. فالتيار يراهن على التقلّبات التي تشهدها المنطقة ويدعو الى الاستفادة منها لبنانيا والى استثمارها في الداخل، قبل ان يدعو الى “اعادة الاستحقاق الرئاسي الى بعده الداخلي”. وبحسب ما تقول المصادر لـ”المركزية”، بمجرّد الحديث عن الافادة من الاجواء الخارجية، يُقفَل الباب على طرح “لبننة” الانتخابات! على اي حال، تتابع المصادر، لو كان باسيل جادا في ما يدعو اليه، لما كان اوّل مَن توجه الى قطر وفرنسا، للبحث معها في الملف الرئاسي “اللبناني”.

رئيس التيار يلتقي مع حزب الله في الدعوة الى استثمار “انتصار سوريا وايران في المنطقة، لبنانيا”، الا ان مشكلته مع الحزب هي في ان الاخير يريد استثمار المناخات الاقليمية لصالح مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لا لصالحه هو. باسيل، تتابع المصادر، لا يعترض على اداء المحور المُمانع في المنطقة ولا على اداء النظام السوري “طالما صار في سوريا وانسحب من لبنان” ولا يعترض ايضا على سلاح حزب الله وعلى فكرة “المقاومة”، بل ما يزعجه هو ان “الثنائي” يدعم اليوم غريمَه المسيحي في 8 آذار، ولا يدعمه هو. وربما هذا التموضع البرتقالي الرئاسي، هو ما يبرر المواقفَ المتناقضة التي يتضمنّها بيان واحد صادر عنه، تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى