محليات

من يراقب سلامة الغذاء في لبنان؟

ما الذي يحصل في المطاعم اللّبنانية؟ وأي أزمة تواجه العلامات التجارية الكبرى رغم الأسعار المرتفعة؟

من العفن إلى حالات التسمم وصولًا إلى “قَطِر” يُباع على أنه مخصص لمرضى السكري فيكاد يقتلهم، هذا التسلسل يشغل اللّبنانيين ويقلقهم سيّما وأنّ الأزمات تحصل في مطاعم ومتاجر حلويات كُبرى يشكّل اسمها علامةً تجارية.

لم تنتهِ الصدمة عند حدّ فيديو قالب الحلوى المتعفن ولا عند إيجاد حشرة في كيس “تشيبس” ولا حتى عند فيديو لدجاج من سوبرماركت عريقة يُباع رغم أنه غير صالح. الأمور تعدّت كلّ ذلك ووصلت إلى حدّ بيع علب “قَطِر” لمرضى السكري على أنها مخصصة لهم وتناسب وضعهم ما أدّى لإصابة أحد المواطنين بنوبة سكري كادت تودي بحياته.

يحقّ لنا جميعًا أنّ نسأل: ماذا نأكل؟ وهل من يُراقب نوعية ما نأكله وسلامة الغذاء؟

يستعد لبنان لاستقبال مليون و٢٠٠ سائح في فصل الصيف ما وعد القطاع المطعمي بحركة كبيرة ستُنعشه وبدأت التجهيزات على هذا الأساس. حتى أنّ بعض المطاعم تعمل على توسعة محالها وفتح أفرع جديدة لها. لكنّ الأزمات المتتالية التي ضربت هذا القطاع في أسبوع واحد لن يكون تأثيرها عرضيًا إن لم تتم المعالجة سريعًا وبطريقة جديّة.

طوني الرامي: سلامة الغذاء أولية وكلّ المطاعم تتعاون مع شركات كُبرى

نقيب المطاعم والملاهي اللّيلية طوني الرامي يصرّ في حديثه لـ “السياسة” على أنّ “ست البيت” تخطئ في مطبخها أحيانًا وهذا يحصل في كلّ المطابخ وفي كلّ دول العالم. مشددًا على أنّ الضغط الكبير قد يؤدي إلى أخطاء تقنية لها تبعات مماثلة لما شاهدناه في الفيديوهات إذ يؤكد أنّ صبّ كريمة الشوكولا ساخنة على القالب يُفسده وهذا يحصل تحت الضغط الهائل والطلب الكبير.

لا يبرر طوني الرامي الخطأ، لكنه يشدد أيضًا على أنّ هذه الأخطاء حصلت في باتيسري ومطاعم تعتمد أرفع معايير السلامة الغذائية وتتعاون مع شركات متخصصة في هذا المجال، مشددًا على أنّ هذه المحال لم تكن لتصبح علامة تجارية رائدة لولا أنها تهتمّ بصحة الزبائن ونوعية الطعام والأكيد أنه ستتم معالجة الوضع بسرعة كبيرة وقد بدأ ذلك أصلًا.

ويلفت الرامي إلى أنّ المطاعم في لبنان تنافس المطاعم الأوروبية وهي مميزة لجهة حجمها ومساحة المطابخ فيها والنظافة. مشددًا على أنّ كلّ المطاعم المندرجة تحت غطاء النقابة تتعاون مع واحدة من شركتين تعنيان بسلامة الغذاء ويأخذ هذا الموضوع الأهمية الكبرى لدينا. وأضاف: نحن معروفون باعتماد مبدأ “From farm to fork”.

زيارات مفاجئة وتدقيق وفحوصات وعيّنات من المطاعم

إلى ذلك، تواصل موقع “السياسة” مع مصادره في وزارة الصحة وهي أكدت بدورها أنّ مع ارتفاع درجات الحرارة تُصبح الزيارات المفاجئة للمطاعم، المسابح، الحضانات، الملاحم والمسالخ ومتاجر الدجاج بالإضافة إلى معامل الألبان والأجبان أكثر.

ووفقًا للمصادر فإنّ عدد زيارات المراقبين الصحيين قد انخفض قليلًا بسبب الأزمة الاقتصادية لكنّ الزيارات لم تتوقف. وأكدت أنها كلّها تتم بطريقة مفاجئة والأولية هي للملاحم ومحال الدجاج لأنّ الخطر الأكبر هناك كما أنّ مياه الشرب والصهاريج وأكل الحضانات ومياه المسابح ومطاعمها كلّها تخضع للتفتيش والفحص والتدقيق.

وتشدد المصادر على أنّ المراقبين الصحيين يعملون بكلّ طاقاتهم وعند اكتشاف أي تجاوز أو تقصير فإنّ متاجر المخالفين تُغلق على الفور إلى حين تسوية الأوضاع وأحيانًا تُقفل بالشمع الأحمر، مشيرةً إلى وجود تعاون مع جمعيات مثل WASHER ومع الصليب الأحمر لفحص المياه سيما في مناطق تواجد النازحين خوفًا من الكوليرا لأنهم يلجؤون إلى مصادر مياه متعددة بعدما خفضت الأمم المتحدة كمية المياه التي كانت تؤمنها لهم.

ماذا نأكل وماذا سنُطعم السوّاح؟

تردّ المصادر مشددة على أنّ حركة الوزارة لا ترتبط بتوقع وصول السوّاح قريبًا إنما هذا العمل روتيني، ولا تنفي وجود مخالفات في بعض الأحيان وتسجيل بعض المناطق حالات تسمم أكثر من الأخرى، مشددة على أنّ أكثر ما يتمّ اكتشافه حاليًا يرتبط بتواجد معامل أجبان وألبان لا تتم فيها عملية “البسترة” بالطريقة السليمة وكلّها يُصار فورًا إلى إغلاقها. كما أنّ العديد من المطاعم لا تُخضع موظفيها لفحوصات طبية معيّنة كصورة الصدر والخروج. وقالت المصادر: نحن نلزمهم بذلك ونمهلهم لفترة زمنية معيّنة قبل اتخاذ الإجراءات اللّازمة، لافتة إلى أنّ الوضع بشكل عام جيّد.

وتُذكر المصادر بالخط الساخن: ١٢١٤ للتواصل مع الوزارة عند اكتشاف أي تقصير يتعلّق بسلامة الغذاء أو عند التسمم حيث يُصار على الفور إلى إرسال فريق إلى المطعم وآخر إلى المشفى حيث المصاب وفريق آخر إلى منزله لإجراء اللّازم.

وبالعودة إلى موسم الصيف، فيُتوقع أن تدخل ٣ مليارات دولار كعائدات أكيدة مع عودة المغتربين والسوّاح خلال الشهرين المقبلين. ورغم أنّ المدّة قصيرة إلّا أنّ ذلك لا يقلل من أهميتها وأهمية انعكاساتها.

إيفانا الخوري – “السياسة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى