إتفاق “رئاسي” بين باسيل وجنبلاط
تسارع قوى المعارضة إلى الإتفاق على مرشّح تخوض به المعركة الإنتخابية الرئاسية بوجه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. هذه القوى تشعر بالإرباك بعد التسريبات التي خرجت من أروقة عين التينة، حول أن الرئيس نبيه برّي، قد يفاجئ الجميع ويدعو إلى جلسة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية منتصف الجاري.
إتفاق المعارضة على مرشّح واحد دونه عقبات كثيرة من الصعب تذليلها. أولها امتناع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عن السير بأي مرشّح يرفضه “حزب الله”، وثانيها حرص رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على عدم الإختلاف مع حليفه التاريخي برّي.
فعليًا، خسرت قوى المعارضة في معركتها الرئاسية بوجه الثنائي الشيعي وحلفائه، أصوات نواب تكتل “لبنان القوي” وكتلة “اللقاء الديمقراطي”. ليس ذلك فقط، بل تعاني قوى المعارضة من عدم قدرتها على استقطاب الحالة الوسطية، السنيّة تحديداً، والتي تصرّ على ضرورة الإتيان برئيسٍ توافقي بعيداً عن الإصطفافات القائمة.
حتى داخل الصف المعارض، تجد أنه من الصعب أن تلتقي جميع الأطراف، “القوات اللبنانية” والكتائب وكتلة “تجدد” وبعض نواب التغيير والمستقلين على مرشّح محدد. البعض يختار ترشيح النائب السابق صلاح حنين والبعض الآخر يفضل ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
ما يُعتبر مثيراً للجدل هو إصرار بعض المعارضين لانتخاب فرنجية على اختيار مرشّحين يرفضهم الحزب رفضاً قاطعاً، ما يعني تكرار تجربة رئيس حركة “الإستقلال” النائب ميشال معوض.
ويعلم القاصي والداني، أن الثنائي الشيعي الذي يمسك وحده بورقة الميثاقية، يضع فيتو على كل من حنين وأزعور. فلماذا ترشيحهما والخوض بهما طالما أن الطريق الرئاسي مقطوع أمامهما؟
هل تتقصد قوى المعارضة وفي طليعتها “القوات”، عدم ترشيح شخصية مقبولة لدى الثنائي الشيعي، أقلّه كي تحرج الحزب وتجعله مضطراً فعلاً للتنازل عن دعم فرنجية الذي يعدّ نسخة مطابقة عن الرئيس السابق ميشال عون.
في المحصلة، يبدو أننا أمام اتفاق رئاسي بين باسيل وجنبلاط، الأول يرفض الإلتحاق بقافلة “المعارضة الحقيقية”، والثاني يلتزم بعدم التصويت لمرشّح يستفز “الشيعة”، لتصبح قوى المعارضة في ورطة رئاسية ويبقى أمامها خيار واحد هو السعي للتوافق مع باقي الأحزاب والكتل على رئيس سيادي بمواصفات وطنية، وإلاّ فإن الفراغ الرئاسي لن تملأه تسويات ولا اتفاقات إلاّ بحجم “الدوحة”.
ليبانون ديبايت – محمد المدني