كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
أشار تقرير البنك الدولي الاخير حول تضخم أسعار الغذاء الى ان لبنان إحتل المرتبة الأولى ضمن الترتيب العالمي لناحية تضخم أسعار الغذاء بإرتفاع نسبته 261 في المئة بين نهاية شباط 2022 ونهاية شباط 2023”.
غير ان هذه الارقام لم ترض عنها نقابة مستوردي المواد الغذائية، فانتقدت في بيانها الصادر يوم الاربعاء التقرير، واشارت الى ان “التضخم الكبير الحاصل في أسعار الغذاء يعود الى سبب واحد وأساسي وهو إنهيار العملة الوطنية والإرتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، خصوصاً أن أسعار الغذاء في تقرير البنك الدولي بالنسبة للبنان تم تقييمها بالليرة اللبنانية، وليس على أساس الدولار الأميركي”.
في المقابل شكك الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة بتوضيح النقابة، وذكّر عبر وكالة “أخبار اليوم” بنظرية العالم الهندي ارماتيا سن عن ان “المجاعات في العالم ليس سببها فقط النقص في المواد الغذائية بل ايضا سوء آليات التوزيع”…
واضاف: سوء آليات التوزيع هو اكثر ما ينطبق على لبنان، لا سيما في ضوء تقرير الفاو للمؤشرات الغذائية الذي يتحدث عن انخفاض اسعار هذه السلع منذ 12 شهرا، اضافة الى انخفاض اسعار النفط بنحو 12 دولار خلال شهر، وبالتالي انخفاض تكاليف الشحن والنقل البحري، في المقابل نرى ان اسعار السلع والمواد الغذائية في لبنان ترتفع بشكل دائم ما يعني بكل بساطة ان المشكلة في آليات التوزيع اي هي تحديدا عند المستوردين وتجار المواد الغذائية.
ومن يتحمل المسؤولية؟ لفت عجاقة الى ان المسؤولية الاساسية تقع بالدرجة الاولى على الدولة واجهزتها الرقابية والقضائية التي يبدو انها متقاعسة عن ادنى واجباتها والشعب اللبناني متروك لقدره.
واذ شدد على ضرورة ان تكون هذه الاجهزة فاعلة وصارمة في تنفيذ واجباتها، اعتبر عجاقة ان “لا اخلاقيات في البزنس”، ومعلوم ان القوانين وضعت لضبط حركة التجار، بعد ما اثبت التاريخ ان الاخلاق تتوقف عند حدود الاموال، منذ ايام السيد المسيح وطرده تجار الهيكل. كما ان علم في الاقتصاد يتحدث عن مبدأ rational sets interest اي المصلحة الذاتية العقلانية، فبقدر ما يستطيع اي تاجر ان يجمع الاموال فانه لن يقصر اي ان الطمع يبقى قائما في طبع الانسان.
واوضح عجاقة في هذا المجال، انه دائما يتم التركيز على المواد الغذائية كونها تتعلق بحياة كل انسان.
وانطلاقا من هذه المعطيات، رأى عجاقة اننا لا نعرف لماذا ترتفع الاسعار وبالدولار، في حين ان حجة التسعير بالدولار في السوبرماركت كانت بهدف عدم تلاعب الاسعار او ارتفاعها بشكل يومي، مبديا اسفه لحالة الفلتان هذه التي لا حدود لها.
وختم معلقا على بيان “المستوردين”، قائلا: “يكذبون وهم انفسهم لا يصدقون ما يقولونه”.