حالة من الإستقرار يشهدها لبنان مالياً وإقتصادياً، وإن كان التراجع في سعر صرف الدولار في اليومين الأخيرين ملحوظاً، بحيث تراجع من 97 ألف ليرة للدولار إلى 94 ألف ليرة اليوم الخميس، فهل يعد ذلك عاملاً إيجابياً وما مدى تأثير التسويات على الوضع المالي والإقتصادي في لبنان؟!
في هذا السياق رأى الخبير الإقتصادي لويس حبيقة أنه “في ظل عدم وجود رئيس في البلد وعدم تشكيل حكومة فالفوضى مستمرة، وعليه فإن إرتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار غير مهم، فوضع البلد أشبه بمريض ووضعه لا يتحسن ولا يسوء”.
وقال حبيقة: “عندما تسير المؤسسات وينتخب رئيس تبدأ الليرة تتحسن، ولكن هذا يحتاج إلى وقت، الموضوع ليس كبسة زر، وخلال 6 أشهر من الممكن أن نرى تحسن إلى حين الإستقرار على رقم معين بحسب الطلب والعرض”.
وأضاف، “هناك عوامل كثيرة ستلعب دورها في ذلك مثل تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، ولكن اليوم لا يوجد إيجابيات”.
وتابع حبيقة، “الحديث عن وقت معين للتحسن لا أهمية له، فما الذي يمكن أن يحصل في حزيران؟ عندما يرحل رياض سلامة قد يتم تعيين نائبه الأول وسيم منصوري، وقد يستمر بنفس الآلية من العمل وقد يتحسن”.
وأكمل، “إذا رفض منصوري تعيينه قد يتم تعيين النائب الثاني وإذا رفض يعين الثالث فالرابع، لا يمكن تعيين حاكم جديد الآن، فإذا عين خلافاً للقانون يجب أن يحلف يمين، وهذا لا يمكن أن يحصل بظل عدم وجود رئيس للجمهورية”.
وأردف حبيقة، “بوجود رئيس كان الوضع أفضل وكان هناك مرجعية، وهذا الأمر مفقود اليوم بظل إعتبار مجلس النواب بحالة إنتخابية، اليوم لا يوجد شيء، والله يسترنا”.
وحول إمكانية أن تؤثر التسويات على الوضع المالي والإقتصادي، أجاب حبيقة، “لا يوجد تسويات تحسن الأوضاع المالية، وما يحسن الإقتصاد هو وصول أموال إلى البلد بهدف الإستثمار وإنشاء معامل ومصانع والإستثمار بالزراعة، وهذا يحصل عندما يدرس المستثمر وضع البلد من حيث المخاطر ويرى أن الربح موزون”.
وأشار إلى أن “المستثمر إذا قام بدراسة ووجد أنه سيحقق أرباحاً فسيأتي وإذا وجد أنه لن يحقق هذه الأرباح فلا يمكن أن يأتي ويستثمر في البلد، وهذا الموضوع لا علاقة له بالتسويات السياسية”.
وختم حبيقة بالقول، “سعر صرف الدولار اليوم 95 ألف تقريباً في السوق السوداء وسعر صرف الدولة على منصة صيرفة لن يتغير حالياً، الوضع اليوم مستقر على حالته كحال مريض في المستشفى وضعه الصحي لا يتحسن ولا يتراجع”.
المصدر: ليبانون ديبايت