محليات

مهمّة لبنانيّة شبه مستحيلة.. فهل تتدخّل موسكو؟

انفجر ملف النازحين السوريين إعلامياً وعلى جبهات البيانات للوزارات المعنية والأحزاب وتعدّتها هذه المرة لتطال المنظمات الدولية وفي مقدمتها مفوضية شؤون اللاجئين، التي أمهلتها رئاسة الحكومة أسبوعاً لتسليم “داتا” النازحين.

الموقف الرسمي اللبناني غير ناضج، والخلاف بين الوزارات المعنية خير مثال على الطريقة التي يُدار فيها هذا الملف، في ظل غياب الدبلوماسية اللبنانية عن خلق قنوات ضغط ومتابعة لفرض وجهة نظر لبنان على المجتمع الدولي بدلاً من تلقّي إرادة الأخير الرافض لإعادة النازحين، على وقع توزيع أدوار خارجي – محلي وتقاطع مصالح.
وبينما ترفض غالبية عواصم القرار البحث الآن بعودة النازحين، تتجه الأنظار الى روسيا والدور الذي يمكن أن تلعبه موسكو على هذا المستوى بعدما كانت اقترحت في الأشهر الماضية تشكيل لجنة لبنانية سورية مشتركة تعمل على الموضوع، وخصوصاً أن قطار التسوية قد انطلق في المنطقة والعودة العربية الى سوريا بدأت.

في هذا السياق، سُجّلت في الساعات الأخيرة ووسط السجال القائم في البلد زيارة لافتة للسفير الروسي الكسندر روداكوف الى وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجّار، مؤكداً بعدها “أننا مع عودة النازحين وناقشنا مع الوزير خريطة الطريق”. فهل من جديد في موسكو على هذا الصعيد؟

انشغالات موسكو كثيرة، كما تؤكد مصادر دبلوماسية مطلعة في موسكو لموقع mtv، ما يوحي بأن لا وقت حالياً لدى الروس للاهتمام بملفات خارج جدول المرحلة. وتقول المصادر: “الروس منشغلون حالياً بالوضع في أوكرانيا الذي له الأولوية على القضايا والمسائل الاقليمية والدولية الأخرى”.
ولكن هل موسكو مستعدة لتلعب دوراً ما أو إعادة إحياء مبادرتها الأخيرة؟ تجزم المصادر الدبلوماسية بعدم تدخّل روسيا قائلة: “لا جديد في هذا الإطار”.

إذاً روسيا لن تتدخل، وإن كانت الجهة الدولية الأكثر تأثيراً على سوريا، إلا أن تجربتها في العام 2018 لم تكن مشجعة، وقد فشلت مبادرتها حينها بحكم الواقع الميداني الذي من الصعب خرقه من دون تسوية سياسية كبيرة يكون من نتائجها حلّ ملف النزوح. ومن المفيد التذكير بأن المبادرة الروسية يومها لم تبصر النور ولم تُترجم عملانياً، وكانت الفكرة حينها بأن العودة يمكن أن تبدأ من منطقة القلمون والزبداني والقصير التي توقفت الحرب فيها بالكامل منذ العام ٢٠١٥ ونزح أهلها عنها، ولهذه الغاية أرسلت الشرطة الروسية في أواسط ٢٠١٨ فرقة الى هذه المنطقة في محاولة لنشرها على الحدود بين لبنان وسوريا، لكن الاشتباك حصل حينها بين الروس وقوى الأمر الواقع في هذه المنطقة وفي طليعتها حزب الله، وكانت النتيجة انسحاب الروس منها.

الواقع الميداني أكثر تعقيداً ممّا يبدو عليه، وبوابة الحلّ تبدأ عملياً مع الدولة السورية أو بضغط دولي كبير، فإذا كان الميدان غير مهيئ للعودة في بعض المناطق وإن توقفت الحرب فيها، فإن العودة ستبقى شبه مستحيلة. فهل لبنان الرسمي قادرٌ على إحداث أي خرق؟ وأي جهة عربية أو دولية مستعدة للمساعدة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى