عاملان محلي ودولي خلف استمرار الشغور الرئاسي
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يبدو ان المشهد الرئاسي ذاهب نحو مزيد من التعقيد في قابل الايام. رغم الاتصالات الدولية المرتقبة في شأن لبنان وأبرزها اجتماع مفترض للخماسيّ الدولي، الا ان الواقع المحلي على حاله، واي خرق يبدو مستبعدا بفعل عاملين اثنين، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
الاول، يتمثل في اصرار حزب الله على مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورفضه التخلي عنه، في معادلةٍ صلبة باتت أشبه بـ”سليمان فرنجية او الفوضى”. وأسطع دليل على ذلك، مواقفُ الرجل الثاني في الحزب الشيخ نعيم قاسم امس. فقد غرد عبر حسابه الخاص على “تويتر” كاتباً: الصورة على حالها منذ ستة أشهر. مرشح رئاسي لديه عدد وازن من أصوات النواب هو الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح تبحث عنه كتلٌ تصنِّف نفسها في المعارضة ولم تصل إلى اتفاق عليه حتى الآن، من بين عددٍ من المرشحين ليس لأحدٍ منهم أصوات وازنة. أضاف “البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي والآخر هو الفراغ، وكل المؤشرات المحلية والتطورات الإقليمية لا تنبئ بتغيُّر المشهد. لنحسم خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة، بالحوار وتذليل العقبات لإنقاذ البلد، وعدم إضاعة الوقت سدًى بتحقيق النتيجة نفسها بعد طول انتظار”.
الحزب اذا، وإن لم يقلها بالمباشر، انما يريد من القوى السياسية ان تسير بمرشحه هو، وإلا استمر الشغور.
اما العامل الثاني، تتابع المصادر، فيتمثل في الموقف الفرنسي الداعم لحزب الله، والمتمسك بمقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، بحيث تذهب الاولى لفرنجية والثالثة لنواف سلام أو اي شخصية أخرى مقرّبة من الفريق المعارِض في البلاد. وبحسب المصادر، فإن اصرار باريس على هذه الصيغة – التي لا تلقى اي موافقة لا في الداخل ولا في الخماسيّ، والتي تخدم الثنائي الشيعي ومعه ايران، بدلا من ان تكون باريس وشركاؤها في موقع الضاغط على طهران لتسهيل انتخاب رئيس وسطي – هذا الاصرار يلعب دورا سلبيا في اللعبة الرئاسية ويُمدّد عمر المراوحة السلبية القاتلة في لبنان.
ووفق المصادر، حتى لو تمكّن المعارضون من توحيد صفوفهم خلف اسم مرشح واحد للرئاسة، فان كسر الستاتيكو سيكون صعبا اذا لم يقتنع حزب الله وداعموه في الخارج وعلى رأسهم باريس، بأن لا انتخاب سيحصل اذا لم يتخلّ هو عن فرنجية، لصالح “توافقي”، تختم المصادر.