٦ أيار يوم ضحايا تفجير المرفأ والملف نحو التدويل … صُّدِّق!
كتبت جوانا فرحات في “المركزية”:
لم يعد خافيا أن الجمود المُحيط بملف تفجير مرفأ بيروت يخفي وراءه مسارا جديدا لإعادة تحريكه وسط حسابات محلية ودولية وفي ظل العراقيل التي تواجهه داخليا، وذلك عبر تدويل القضية.
الخطوة الأولى تظهّرت في الأسبوع الأخير من آذار الماضي مع صدور بيان مشترك عن 25 دولة عضوة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس حيث صدر بيان يستعجل فيه الحكومة والسلطات المعنية من أجل إعادة إطلاق التحقيق المحلي في تفجير مرفأ بيروت وتحريره من التدخلات والعوائق التي حالت دون استكماله حتى الآن.
البيان شكل خطوة أولى نحو تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لمتابعة ملف التفجير بعد تعطله أمام القضاء المحلي، وهذا ما سيكشف عنه الإجتماع التالي للمجلس المقرر في حزيران المقبل.
مجرد صدور هذا البيان يعني أن الدول أعضاء مجلس حقوق الإنسان ستعيد تقييم ما تحقق من مضمون البيان، لجهة مدى التزام الحكومة اللبنانية والسلطات القضائية والسياسية به، وما إذا كانت الدولة اللبنانية قد لبت مطلب تحرير التحقيق المحلي وأسهمت بمتابعة عمله، علماً أن أي توجه لبناني غير ذلك، وهذا ما هو متوقع، سيدفع باتجاه طلب رسمي تقدمه الدول الـ25 لتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تضع يدها على الملف.
في انتظار الإجتماع المقرر لا شي يبدو متحركا على الأرض في ملف جريمة تفجير مرفأ بيروت. والأصح بحسب إيلي حصروتي نجل الضحية غسان حصروتي “هناك محاولات جدية للقضاء على الملف ودفنه مع أشلاء الضحايا تحت أنقاض الأهراءات بعد كل التعقيدات”. ويستطرد ” حتى الإحصاءات عن عدد الضحايا من جنسيات أجنبية غير متوافر. هذه ابسط الأمور فكيف إذا أردنا معرفة من فجر المرفأ ومن خزن مواد نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12؟.باختصار كل الخيوط المرتبطة بالجريمة غامضة”.
التوجه الجدي لإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية صُدِّق. لكن ماذا بعد وكيف سيتم التعاطي مع الملف في ظل “التكتم” وعدم التعاون الدولي؟. فبحسب مصادر هناك تقاعس من قبل إدارات دول القرار في ملف تفجير مرفأ بيروت وتضيف بأن غالبية الدول ومن بينها فرنسا تستعمل الملف كورقة تفاوض مع المنظومة المتورطة الحاكمة في لبنان لتحقيق مكاسب.صحيح أن هناك مواقف تطلق هنا وهناك وعلى منابر المحافل الدولية لكنها لا تكفي، المطلوب أفعال.
في انتظار موعد الجلسة في حزيران المقبل، ترجح المصادر استمرار الجمود الحاصل في ملف جريمة تفجير المرفأ. وما تنتظره بحسب المعلومات الواردة إليها لن يتخطى مسألة تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لمعرفة المزيد من التفاصيل والخيوط. وتختم بالتأكيد على استمرار المساعي مع الأصدقاء في الداخل والخارج لكن كل يوم يمر هناك معالم جديدة تختفي من الحقيقة التي سنسعى وراءها حتى آخر يوم من عمرنا.
بالتوازي، تنظم حركة “مبادرة 4 آب” وقفة تضامنية في كل المدارس الكاثوليكية وفاء لذكرى شهداء وضحايا المرفأ يوم الجمعة 5 أيار المقبل إيمانا منها بأن وجع التفجير الكارثي طال كل لبناني وليس حصراً أهالي الضحايا . ويتضمن البرنامج الذي وافقت على مضمونه الهيئة التنفيذية ل”مبادرة 4 آب” صلوات وورش عمل ولقاءات بين الأهالي وإدارات المدارس . ويقول حصروتي بأن التوجه نحو المدارس لم يكن عبثيا” فهذه الصروح هي المكان الصحيح للتمايز كإنسان رداً على كل التفاهات والعبثية .في المدرسة نكتشف قدراتنا ونتعلم مما حصل ونستعيد قيمنا الإنسانية التي فقدنا معناها”.
اللقاء التضامني سيستكمل يوم عيد الشهداء في 6 أيار بندوة تنظمها الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان ومبادرة 4 آب بعنوان “آفاق تربوية لقضية 4 آب” في مسرح الأمانة العامة في المنصورية وتتضمن كلمة للأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب الدكتور يوسف نصر وكلمة لنجل الضحية غسان حصروتي ،إيلي، وحوار مع القاضي غالب غانم رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق وآخر مع مستشارة البحث لقسم الطب النفسي في جامعة ستانفورد الدكتورة سهاد البشير حول الصدمات النفسية والشدائد.