هل يصل الاتفاق السعودي – الايراني الى لبنان؟
عبّر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير عن اعتقاده ان التقارب السعودي الايراني بدأ يتقدم بسرعة لم يتوقعها كثيرون وانه يطال ملفات اقليمية متعددة، ما يوحي بأنه قد يقترب من الملف اللبناني خلال مرحلة غير بعيدة، الامر الذي سيعيد خلط الاوراق السياسي والحسابات وحتى التوازنات في الداخل اللبناني.
حتى اللحظة لا يزال الواقع اللبناني على حاله، حتى ان المواقف الاقليمية منه لم تتبدل، فالسعودية تحافظ على تحفظها تجاه وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لا بل تعارض بشكل شبه صريح انتخابه رئيساً، كما انها تؤكد عدم اهتمامها بالشأن التفصيلي للبنان، لكنها ترسم خطوطها الحمراء والحد الادنى من الحضور الذي تريد المحافظة عليه.
في المقابل، يرفض الطرف الاخر، وتحديدا قوى الثامن من اذار الذهاب الى مواجهة سياسية مع الرياض في لبنان، كان ذلك قبل التسوية الايرانية السعودية فكيف بالامر بعد هذه التسوية؟ يريد حزب الله تحديدا ان تكون الرياض جزءاً من الحل المقبل لان استبعادها يجعل من الوصول الى استقرار اقتصادي ومالي شبه مستحيل..
من هنا تؤكد مصادر متابعة ان عملية التواصل التي تقوم بها بعض الاطراف مع الحزب هي في الواقع تواصل غير مباشر بين حارة حريك والمملكة العربية السعودية، ولعل التسريبات الاخيرة عن وفدين، قطري وعماني زاروا الضاحية للتشاور التفاوض مع الحزب دليل على المسار الذي تأخذه التطورات المقبلة في المنطقة وفي الداخل.
يربط كثر من المتابعين شكل التسوية في لبنان بالتسوية حول سوريا، فإن البلدين سيكونان من حصة طرف اقليمي واحد نظرا لارتباطهما الجغرافي والسياسي وحتى العسكري، اذ من المرجح ان تكون حصة الرياض راجحة في اليمن وبعض دول الخليج التي يوجد فيها حضور ايراني، في المقابل ستبقى سوريا بشكل اساسي متحالفة بالكامل مع ايران بغطاء ودعم عربيين.
اما لبنان فإن التوازن المطلوب في داخله لن يمنع حزب الله من ان يتحرر بشكل كامل من تعرضه لهجومات سياسية واعلامية، وان يتوقف النقاش حول القضايا الاشكالية، بمعنى ان يكرس الحزب وجوده ودوره وسلاحه، وحتى قدرته على ايصال رئيس للجمهورية حليف له او يطمئن لوجوده في قصر بعبدا.
يتوقع كثيرون ان يأتي دور الحل في لبنان بعد القمة العربية في ظل تعذر الوصول الى تقاطعات سياسية قبلها، وعليه فإن التسويات الداخلية التي يجد بعض الاطراف صعوبة في اتمامها او عقدها، ستصبح امرا واقعا ولن يستطيع احد عرقلتها في حال قررت كل من ايران والسعودية انهاء الاشتباك والكباش في بلاد الارز.