قانون الانتخاب اصل العلّة… هل تسعى المنظومة لتفتيت لبنان؟
كتب يوسف فارس في “المركزية”:
يعكس المشهد الرئاسي بما لا يقبل ادنى شك ثباتا على جبهات النكد والمكايدة والتفاخر بسلاح التعطيل من دون ان يرف للمعطلين جفن على بلد يتداعى ويسقط. رئاسة الجمهورية باتت في حالة موت سريري واعادة انعاشها تخطت الاستعصاء لتصبح شديدة الاستحالة خصوصا بعدما تم اقران سلاح التعطيل بايقاظ شياطين الطائفية لقطع الامال باي انفراج ممكن وباستدعاء اللبنانيين الى ركوب مركب العودة الى زمن الانتحار الجماعي الذي جرب في الحرب الاهلية التي دخلت ويلاتها بيوت كل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، وكأننا عشية الاقتتال الداخلي في السبعينيات وما تلاها من نكبات، وكأن المطلوب تفتيت لبنان والا يبقى وطن ودولة ونظام، علما ان لا قيامة للبلد في ظل هذا الواقع السياسي القائم وعنوانه الاستسلام للأوهام والاحلام والهروب من فرص التفاهم الداخلي ليس على الاساسيات فحسب بل على ابسط البديهيات. والمفجع في الموضوع هو الجنوح ليس الى تعطيل البلد ونسف الاستحقاقات انما ايضا الى جعل الوطن وشعبه كبش فداء على مائدة نزوات احزاب التعطيل.
النائب احمد الخير يقول لـ”المركزية”: “ان المشكلة الاساس لعدم التوافق تكمن في الانقسام العامودي الحاصل في المجلس النيابي والذي انتجته الانتخابات النيابية وفق القانون الذي صيغ لمصلحة اشخاص متحكمين بقرار البلد منذ عقود، في حين يبدو المجتمعان الغربي والدولي اكثر اهتماما من المسؤولين بالخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلته البلاد ولا قيامة لها منه الا بالعودة الى الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية وفق المواصفات السيادية والانقاذية، وتشكيل حكومة اختصاصيين وتنفيذ الاصلاحات التي يشترطها علينا العالم اجمع وصندوق النقد الدولي. هناك آلية كاملة متكاملة لنهوض لبنان تلتقي عليها البلدان المعنية بالوضع اللبناني وفي مقدمها دول اللقاء الخماسي التي تسعى مشكورة للحؤول دون السقوط الشامل لوطننا في حين تستمر المنظومة في النهج ذاته الذي اوصل البلاد الى ما تشهده من انهيار على كافة المستويات”.
ويختم: “لطالما كان لبنان ساحة ومرآة لكل ما يجري حوله وفي المنطقة برمتها. من الطبيعي ان تنسحب عليه التوافقات الاقليمية والدولية بدءا من الاتفاق السعودي – الايراني وصولا الى ما ترتبه روسيا من مصالحات بين تركيا وسوريا. يبقى علينا كلبنانيين ان نواكب جو الانفتاح هذا ونوظفه لما يخدم بلدنا واخراجه من الكارثة التي انحدر اليها”.