نحو تشدد دولي بانتخاب رئيسٍ يحترم القرارات الاممية!
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
اقتصر التعليق اللبناني الرسمي على التطورات الحدودية العسكرية التي كان الجنوب مسرحا لها الخميس – من دون ان تُستشار الدولة او اللبنانيون في شأنها مسبقا – على مواقف “لفظية” تؤكد الالتزام بالقرار 1701، حتى انها لم تصدر عن أهل الحكم كلّهم، اذ صمت عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الجمعة، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة وزير الدفاع الايطالي غويدو كروسيتو الذي يجول على القيادات. وتم التطرق الى ما يشهده الجنوب من تصعيد، واعتبر سليم ان هذا التطور يشكل تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في الجنوب. وأكد ان لبنان يلتزم بقرار مجلس الامن الدولي 1701، مشدداً على ان الجيش كان وسيبقى حريصا على اقصى درجات التعاون مع اليونيفيل واتخاذ الإجراءات المناسبة لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار والهدوء في الجنوب والجهوزية الدائمة للتصدي لأي عدوان. ونوّه سليم بالمشاركة الايطالية في القوة الدولية في الجنوب “اليونيفيل” والتنسيق القائم بينها وبين وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في منطقة العمليات الدولية. وشكر لايطاليا مساندتها المستمرة للجيش لا سيما تقديمها المساعدات الإنسانية والعسكرية.
اما مساء الخميس، فاجتمع ميقاتي بوزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وبناءً على المشاورات والاتّصالات السّياسيّة المحليّة والدوليّة الّتي تمّ إجراؤها، صدر عن وزارة الخارجيّة بيان اكد فيه لبنان “مجدداً كامل احترامه والتزامه بقرار مجلس الأمن الدوليّ 1701، وحرص لبنان على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان”، داعيا “المجتمع الدوليّ للضّغط على إسرائيل لوقف التصعيد”. وأبدى “لبنان إستعدادَه للتّعاون مع قوّات حفظ السّلام في جنوب لبنان واتّخاذ الاجراءات المناسبة لعودة الهدوء والاستقرار، وحذّر من نوايا إسرائيل التّصعيديّة التي تُهدّد السّلم والأمن الإقليميّين والدوليّين”.
واذ أوعز لبنان الرسمي الى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك تقديم “شكوى رسمية لمجلس الامن الدولي على أثر القصف والإعتداء الاسرائيلي المتعمد لمناطق في جنوب لبنان، مما يشكل إنتهاكا صارخا لسيادة لبنان وخرقا فاضحا لقرار مجلس الأمن الدولي ١٧٠١، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني”، سألت مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، عما اذا كانت الدولة اللبنانية فعلت ما يجب فعله من جانبها لصون القرار 1701؟ ام انها تتفرج عليه يُنتهك؟ وتضيف: صحيح ان إسرائيل لم توقف يوما تجاوزاتها للقرار خاصة جوا، غير ان لبنان بدوره، لم يتحرّك كما يجب، لا قبل صواريخ الخميس ولا بعدها، لادانة المسؤولين عنها ومنعهم من تكرار فعلتهم. وتلفت الى ان تكرار “الكلام الجميل” عن الـ1701 واليونيفيل من قِبل المسؤولين اللبنانيين، لم يعد مقنعا للمجتمع الدولي، وأركانُه وتحديدا “الخماسي الدولي” اذ سيتشددون اكثر في الفترة المقبلة في مطلب انتخاب رئيس للجمهورية يوقف استباحة الاراضي اللبنانية ويفرض سيطرة الدولة عليها ويكون صارما في احترام القرارات الاممية المرتبطة بلبنان، خاصة وان مرحلة التسويات الآتية الى المنطقة، من بوابة “اتفاق بكين” وسواه، تقتضي إسكات المدافع وإرساء استقرار واسع في الاقليم، تختم المصادر.